بدافع الياس الذي تملكهم من اعلى هرم الاستكبار الغربي
امريكا وتوابعها، الى اخر عنقود عملائه، الذين اجتمعوا كلهم على حياكة المؤامرة
تلو الاخرى، ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية، والوقيعة أشد من سابقتها، لبلوغ
غاية افشال مشروعها الاسلامي، الذي اعلنه الامام الخميني رحمه الله، بعد قيادته
الحكيمة لثورة اسلامية، لم يسبق لها مثيل في التاريخ الاسلامي، ودعا شعبه قوم
سلمان المحمدي، الموعودين باستلام راية الايمان، الى بناء نظام التمهيد لدولة صاحب
العصر والزمان.
يصادف اليوم ( غرة أبريل 1979 )، تاريخا مصيريا
في سجل تاريخ قيام النظام الاسلامي في ايران، حيث توافدت حشود جماهير الشعب
الايراني، بحماس وعزم منقطعي النظير، تلبية لنداء الامام الخميني رضوان الله عليه،
على مكاتب الاستفتاء، من أجل تأييد قيام النظام الاسلامي، يستمد قوانينه وتشريعاته
من الاسلام، وكانت النتيجة باهرة 98.2% ، بنسبة موافقة شعبية، يصعب على اعداء ايران
انكارها، ومع ذلك يتجاهلونها، ويعملون ضد ارادة وخيار الشعب الايراني.
عزيمة الشعب الايراني، وقبوله نظاما طالما تمناه
المسلمون جميعا، واحتضانه له بكل أيمان، ومباشرة العمل الدؤوب، من أجل تثبيت
دعائمه وتحقيق تطلعاته، فلم يبخل أبناؤه شبابا وكهولا في الاخلاص له، والتفاني والتضحية
من أجل اعلاء رايته، في جميع الميادين التي احتاجها، واليوم وبعد مرور 39 عاما، من
قيام شعاره المعبّر الرائع، (لا شرقية ولا غربية جمهورية اسلامية)، نجد إيران
اسلامية تنافس الدول الكبرى، في مختلف العلوم والتقنيات والصناعات، وتتقدم بخطى
سريعة نحو التفوق والامتياز، رغم كل العراقيل التي وضعت في طريقها، والتي لو وضعت
في طريق غيرها، لتعسّر عليها الصمود امامها، وتحقيق ما استطاعت ايران انجازه، في
هذا الظرف الوجيز من الزمن.
ما أفزع الغرب ومن ورائه اليهود ليس تقدم ايران
وبلوغها مجالات كانت فيما مضى حكرا عليه وانما مشروعها الاسلامي الذي تجاوز ارضها
وشعبها ليمتدّ الى دول وشعوب الجوار، وهنا يكمن خوفه وتكبر حيرته، ولم يجد الى يوم
الناس هذا مجالا لتغييره، بعد كل الثبات الذي أظهره النظام الاسلامي، على مبادئه
الوحدوية والتحررية، وأبدى من أجل تحقيقها مقاومة بطولية باسلة، أعطت لطلائع
الشعوب الاسلامية ثقة به، وتأييدا لمساره واتباعا لمقاومته، التي تعتبر مثالا
يحتذى في التضحية والصمود.
ويبدو أن حكام الحجاز أدعياء الاسلام، ومدنّسي
الحرمين الشريفين، بفكرهم الوهابي الارهابي، لم يستوعبوا الدرس من اخفاقاتهم
المتتالية في الاضرار بإيران، من العدوان الصدامي الذي استمر 8 سنوات بدعم غير
محدود منهم، واغراق لسوق النفط العالمية، ما أسقط سعر البرميل الى 6 دولارات( سنة
1988)، لإضعاف الاقتصاد الايراني، الى تتابع العقوبات الظالمة، التي تفرضها أمريكا
مباشرة أو بإيعاز منها، فبنوا سعود بكل حقدهم الاعمى، يتحركون منذ مدّة في اتجاه
خطير، سيؤدي حتما الى نشوب حرب في المنطقة، ستكتوي بنارها وآثارها دولها وشعوبها.
التوجّه السعودي لم يكن منفصلا عن التوجّه العام،
الذي انخرط فيه الغرب بزعامة أمريكا، فهو داعم أساسي، ومورد مالي كبير، منه تستمد
العدوّة الأولى للإسلام ونظامه في ايران، تمويلا غير محدود، لتمويل أنشطتها
المعادية، بدليل مئات مليارات الدولارات، التي قدمها الملك لسمان وابنه الى الرئيس
الامريكي ترامب، خلال زيارته الى الرياض، وما قدمه ابنه لأمريكا في زيارته (19/03)،
التي لم يستكملها الى اليوم، حيث تتواصل لمدة أسبوعين، في اطول مدة زمنية، يمكن أن
يقضيها حاكم في ملد مضيف.
ولم تخلو تصريحات ولي العهد السعودي من هاجس
ايران، والتحريض عليها، الامر الذي يدعونا الى التأكيد أن زيارته التي يقوم بها، الى
وريثة ولاية نعمة حكمه، وحامية نظامه أمريكا قد انبنت على محور واحد، وهو السبيل
للوقوف في وجه ايران، وثنيها عن استكمال مشاريعها التحررية والوحدوية الاسلامية في
المنطقة، بعد تنامي ظاهرة مقاومة آفتين بإشرافها، وهما الكيان الصهيوني والارهاب
الوهابي التكفيري.
فقد طالب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان
المجتمع الدولي، بممارسة المزيد من الضغوط الاقتصادية والسياسية على إيران، وذلك
من أجل تجنب حرب محتملة، بين إيران والسعودية في المستقبل القريب، وفي حديث نشرته
صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية يوم الجمعة قال: (يجب أن ننجح في تحقيق هدفنا
في تجنب المواجهة العسكرية، إذا لم ننجح في ذلك، فمن المحتمل أن ندخل في حرب ضد
إيران في غضون 10-15 سنة(.
تصريح فيه خداع وادعاء،
ما لا يملكه النظام السعودي، العاجز في عدوانه الغاشم والفاشل على الشعب اليمني،
والذي لم يحقق فيه شيئا من حزم، سوى ادراج الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو
جوتيريش)، التحالف العربي في اليمن، ضمن اللائحة السوداء المعروفة بـ (قائمة العار)،
لمنتهكي حقوق الانسان في مناطق النزاع، بعد مطالبة 57 منظمة حقوقية دولية، في شهر
أوت (اغسطس) الماضي، مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، بفتح تحقيق دولي، بشأن
انتهاكات التحالف العربي وأطراف النزاع في اليمن.
وفيما نجحت ايران في
تأليف ودعم فصائل مقاومة العدو الصهيوني، أفلحت أيضا في افشال مشروع الغرب،
المتمثل في فتح بوابة الارهاب الوهابي التكفيري على سوريا والعراق، بعد المساهمة
في اسقاط نظامه، الذي كاد ينجح في الاستيلاء على بلدين بأكملهما، الأمر الذي زاد
من حقد اعدائها عليها.
ولا يستبعد أن يدفع
الصهاينة والامريكان، نظام الاستبداد الملكي، وبداوة الاعراب الأشد كفرا ونفاقا،
الى الاشتراك في تحالف جديد، لشن عدوان متوقع على إيران، ومحتمل وقوعه خلال الأشهر
القادمة، وليس كما أوهم به ابن سلمان في تصريحه مراوغة، لما يكتسيه نظام البداوة
والجهل من غباء، سيستغله الكيان الصهيوني وامريكا بهذا الدفع، الذي يعتبرونه
ضروريا، من أجل استكمال مشروع شرق أوسط، خاضع بكل مقاييس الخضوع التي خططوا لها.
ولو حصل ما هو متوقع من
عدوان، فان المعتدين سيندمون حين لا ينفع الندم، وسينقلب إجرامهم بحق ايران عليهم،
وبالا وخسائر فادحة، وسقوطا مدوّيا لأنظمة العمالة، سيفرح لها المؤمنون وينكسر
المنافقون، ولينصرن الله من نصره.
مستقبل ايران الاسلام
مرتبط بالوعد الالهي، وخاسر مسبقا من وقف في طريقها.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire