jeudi 19 avril 2018

هل يعيد التاريخ نفسه؟



من يقتل مئات حجاج بيت الله، بسوء تنظيم مسالك مناسك الحج، ويستخف بحرمات الاف المستضعفين اليمنيين، فترجمهم طائرات تحالفه، بصواريخ لا قبل لهم بصدها، ولا يلتفت أين وقعت؟ وعلى من وقعت؟ ولا كم قتلت من المدنيين، نساء واطفال وشيوخ ومرضى، ومن يتولّى أعداء الله بكل مودّة، ويتآمر معهم ضد المسلمين شعوبا ودولا، ولا يقيم وزنا لإنسانية ضيوفه، من اليد العاملة الوافدة اليه، فيستهين بأبسط حقوقهم ويستعبدهم، حريّ به أن يكون صهيونيا خسيسا، أو شيطانا خبيثا.
قديما استبيح بيت الله الحرام، وقصف بالمنجنيق الأموي مرّتين، الأولى سنة 64 هجرية على عهد الطاغية يزيد بن معاوية، بقيادة الحصين بن النمير، فاحترقت وتهدمت، والثانية سنة 73 هجرية، على عهد عبد الملك بن مروان، بقيادة الحجاج الثقفي، فتصدّعت وتهدمت جدرانها، وفي المرّتين أعيد بناؤها، على أيدي من تسببوا في انتهاكها.
الإستهانة بشعيرة الحج وصلت الى درجة تحويله من مكة الى بيت المقدس، (وسبب بناء عبد الملك أن عبد الله بن الزبير لما دعا لنفسه بمكة فكان يخطب في أيام منى وعرفة وينال من عبد الملك، ويذكر مثالب بني أمية، ويذكر أن جده الحكم بن العاص، كان طريد رسول الله ولعينه، فمال أكثر أهل الشأم إلى ابن الزبير، فمنع عبد الملك الناس من الحج فضجوا، فبنى لهم القبة على الصخرة والجامع الأقصى، ليصرفهم بذلك عن الحج والعمرة، فصاروا يطوفون حول الصخرة، كما يطوفون حول الكعبة، وينحرون يوم العيد ضحاياهم) (النجوم الزاهرة ج1ص 188) ففعلوا ذلك 7 سنوات.
واليوم بدا من حكام الحجاز، ما قد يعيد صياغة الجريمة، في ثوب خبيث جديد، ذلك ان ادّعاءهم باستهداف انصار الله للكعبة بصاروخ بالستي، وقع اعتراضه حسب قولهم، وتعالت أصوات المتملّقين، وأصحاب قصاع الاستجداء السياسي، من اعراب الاحزاب، والدول الواقفة عند باب صدقة المنّ والذلّ السعودي، منددين بوهم صنعه خبث عملاء - اعلنوا عمالتهم على الملأ - فاق دهاء الصهاينة في صناعة وهم الهولوكوست.
إدّعاء باطل قد يتخذه طابور العمالة، ذريعة ضد ايران، باستهداف الكعبة، بصاروخ ما من داخل الحجاز، وإلقاء تبعة الحادث على إيران بعد ذلك، استفزازا لعواطف الملايين من المسلمين ودولهم، وحشد أكبر عدد منها، لإشعال حرب ظالمة أخرى عليها، لا ناقة للعرب فيها ولا جمل، وإنما هو التخطيط والمكر والدهاء، والتآمر الغربي الصهيوني، الذي اصبح سمة سياسة بني سعود، وبقية عربان الخليج.
لقد عمل المتآمرون على سوريا، على تشويه سمعة النظام السوري وحلفائه، ومررت أمريكا وحلفائها خدعة استخدام الجيش السوري للكيماوي في دوما، مع ان الحادث مجرد تمثيل مثير للسّخرية، واتخذ منه اعداء سوريا ذريعة لاتهامها، وادانتها بلا دليل، وشن عدوان عليها باطل من اساسه، لم يزدها سوى عزة وصمود.
كذلك قد يحصل الادعاء والتمويه، في أي حالة أخرى، وهذه المرة هناك احتمال ضرب المسجد الحرام، تستهدف فيه الكعبة المشرفة، بأيد آثمة وهابية – فعقيدة الانحراف الوهابي بدأ بهدم الآثار النبوية منذ بداية ظهوره، والتاريخ يشهد بما اقترفوه بمكة والمدينة - من اجل تحريك مشاعر العرب والمسلمين، وتجييشها ضد ايران الإسلامية، وهي بريئة من كل ما نسب اليها - ماضيا وحاضرا ومستقبلا - من تهم كيدية وتحريضية.
يكفي إيران شرفا أنها أعلنت براءتها من أعداء الله، من كيانات الاستكبار والصهيونية، منذ انتصار ثورتها، وساندت قضايا تحرر الشعوب المستضعفة، وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني، ولم تألو جهدا في دعم مقاومته، على اختلاف فصائله، مما جلب لها المتاعب  والعقوبات والحصار، من طرف أولياء الصهيونية الغربيين، وعلى رأسهم أمريكا أصل الشر والبلاء في العالم
معرفة الغرب والصهيونية العالمية بجدّية الطّرح الايراني، دفعهم للعمل من أجل خلق حالة من النفرة والعداء، بينها وبين انظمة عربية، كانت سبّاقة للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وتقديمها في صورة ثورية عنيفة، تريد أن تنتقل الى تلك الدول، ومارست وسائل الاعلام العالمية الغربية، كل سبيل لتشويه ايران، وعزلها عن محيطها، وقد أثرت بشكل كبير، في تعطيل مساعيها السياسية والاقتصادية اقليميا وعالميا. 
اصرار ايران على المضي في تنفيذ برامجها التحررية - ونحن نشهد الآن تطوره وتوسعه - وقطع ايدي الاستكبار العالمي من المنطقة، يقابله اصرار القوى الإستكبارية بزعامة أمريكا، على منعها من تحقيق ذلك، يجعلنا نعتقد أن مواجهة ما ستقع، باختلاق مسرحية جديدة، أكثر إثارة من كيمياوي سوريا، قد تنطلي على اصحاب العقول البسيطة، وما أكثر تلك العقول، خصوصا اذا غلبت عليها النعرة الطائفية.
هي آخر المحاولات اليائسة، لكبح جماح العملاق الاسلامي الايراني، ولا يزال في خلد الغرب وعملائه طموح أكبر، لكن ماذا عن قوم سلمان المحمدي؟ وكيف سيتحركون وسط هذه المؤامرات ضدهم؟ الزمن وحده كفيل بالإفصاح عما يمكن ان تسفر عليه هذه التحركات، والاوراق الخافية في جعبة ايران الاسلامية أكثر من أن تعدّ، وسيكون النصر حليفهم حتما، ذلك وعد الله سبحانه، ومن يجرؤ على الله في عكس أو ردّ وعده؟
لكن هل يعيد التاريخ نفسه؟ فيجدد الحكام الحج الى بيت المقدس، بعد استهداف الكعبة؟ خصوصا وأن أغلب حكامهم، قد اختاروا الحج السياسي الى البيت الابيض الامريكي، حج تطبيعي قد يرعاه ناتنياهو أو أي رئيس وزراء صهيوني يأتي بعده، سيّان من سيحكم الكيان الغاصب، وتتجدد مهزلة ذلك العصر في زماننا، وعوض أن نستغرب ما بدر من الشجرة الملعونة في القرآن، قد يستنكر من بقيت فيه بقية دين، ما يتآمر به حكام نزعوا أيديهم من عروة الله وحبله المتين، ليضعوها في حلق الاستكبار والصهيونية العالميين، وتضاف معرة أخرى في سجل العرب والمسلمين.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire