(ما سمعنا بحاكم دمية بيد سيده، الا عندما هرول
ابن سلمان الى أحمق أمريكا)
لا يمكن ان يكون (ترامب)
أحمقا لوحده، فمن صوّت له من الامريكيين، مجموعة حمقى التقوا على شر سيلحقهم،
ويلحق العالم بسب سياساته العدوانية، تجاه عدة دول وشعوب.
من الواضح أن
الرئيس الامريكي، قد أعجبته طريقة السلب التي استعملها، في استدرار أموال رعايا
بلاده، من حكام اعراب الخليج، وفي مقدمتهم (بنو سعود)، فهؤلاء جميعهم، قد قامت
أنظمة حكمهم، بفضل دعمها وحمايتها لهم، فهي ملجأهم عند كل حادثة ومفرّهم الذي
يفزعون اليه، محمّلين بما تقر به أعين الساسة الامريكان، وكيف لا تقر عين راعي
البقر الامريكي، وهو يستحلب لبن راعي الجمال الخليجية، وهو الغاصب والمعتدي الاول
في التاريخ المعاصر، وسجلّه أوضح من أن يخفى على أحد.
هرولة ولي العهد
السعودي (محمد بن سلمان) الى واشنطن، في زيارة رسمية، فاقت اعراف الزيارات
(أسبوعين كاملين)، تعطي المراقبين انطباعا، يدلّ على استسلام وتملق كاملين للإدارة
الامريكية، فيما ستراه صالحا لها، وتمليه من شروط على أي عرض سيقدمه ابن سلمان، وهي
الخبيرة بأٍسرار أسرته الحاكمة في الحجاز، وكل الذين اسلموا رقابهم للشيطان
الامريكي، من اين تؤكل أكتافهم.
ملف واحد هرع من
أجله ولي العهد السعودي، يستحث فيه أمريكا على تعهّده، ومباشرة العمل عليه وهو
الملف الإيراني، في تحرّك مستعجل، يريد من ورائه تبني امريكا، لمشروع عدوان كبير
على ايران، يستهدف مشروعها النووي، ومناطق أخرى قد تكون حددت من قبل، وهي على
طاولة عدوان الكيان الصهيوني، الذي يقود حملة التحريض وقلب الحقائق ضد ايران.
وطبيعي أن تلتقي
رؤى وتصورات ومواقف حكام الحجاز، بما يتفق مع نظرة الكيان الصهيوني حيال ايران،
ليتكون سريعا محور الشر ضدها، بعناصره الاساسية الثلاث ( السعودية / اسرائيل /
أمريكا) فوليّ العهد السعودي، كان سبق بزيارته المطولة هذه، زيارة الى تل أبيب،
استغرقت يومين، تجاوزت مراحل التطبيع مع الكيان الصهيوني، الى مرحلة التعاون
والتنسيق، والتحالف الكامل ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية.
تصريحات ابن سلمان
العديدة للصحف الامريكية، ليست بالغريبة من عميل، ولا بالأمر المشين الذي يخجل رجلا،
فيه بقية حياء وعفة نفس، فقد اثبت أنه على درجة ميؤوس منها في العمالة لأمريكا،
فلا رأي له معها، وإن ابداه لساستها، فهو كالعبد الذليل أمامهم، وهو في وضعه
المتهافت الذي رأيناه عليه مكررا، دمية ملعوب بها، يقنع بأي مقترح أمريكي يقدم له،
وليس له أن يخالفه، وهكذا هم دوما أحقر العملاء بلا كرامة.
ولي العهد السعودي، صرح
في حديث أدلى به إلى مجلة (تايم( Time الأميركية،
على هامش زيارته الحالية: (نعتقد أن القوات الأميركية يجب أن تبقى لفترة متوسطة
على الأقل، إن لم يكن لفترة طويلة.) واضاف:
(إن الوجود الأميركي في سوريا، هو السبيل الوحيد لإيقاف تمدد النفوذ الإيراني في
المنطقة، بمساعدة حلفائها، كما أن وجود القوات الأميركية داخل سوريا، سيمكن واشنطن
من إبداء الرأي في مستقبل سوريا) بحسب تصريحه.
كلام يتطابق مع ما كان جده عبد العزيز ال
سعود، الذي أبدى موافقة لبريطانيا في شخص ضابطها الجنرال (بيرسي كوكس Percy Cox ) سنة 1915، جاءت بخط اليد، هذا نصّها: ( أنا السلطان عبدالعزيز بن
عبدالرحمن بن فيصل السعود، أقر واعترف ألف مرة، للسيد برسي كوكس مندوب بريطانيا
العظمى، لا مانع عندي من أعطي فلسطين للمساكين اليهود أو غيرهم، وكما تراه
بريطانيا، التي لا أخرج عن رأيها حتى تصيح الساعة.)
فمطالبة ابن سلمان ببقاء القوات الامريكية
على الاراضي السورية، وهي المتعدّية على جميع القوانين والاعراف الدولية، والمحتلة
لأراض ليس من حقها دخولها بلا اذن، فوق رغبة امريكا الاخيرة، التي أبدتها بالانسحاب
منها، وترك الدور لغيرها، في اشارة محتملة الى القوات التركية، فضيحة بحد ذاتها
كشفت وجها فريدا من العمالة، لا اعتقد أن أحدا مهما تفنن في العمالة، بإمكانه أن
يصل مستوى الوضاعة هذه.
وكأني به يزكي بناء قواعد امريكية بسوريا،
كما هي حال الحجاز والخليج، الذي استباحه حكامه بقوات أمريكية وبريطانية وفرنسية
وتركية، فلا أمن ولا أمان لهم، بغير العيش تحت ظلال طائراتهم ودباباتهم واساطيلهم.
ورب عذر أقبح من ذنب فأي نفوذ ايراني يراه
ابن سلمان في سوريا والعراق ولبنان، ان لم تكن هذه الرؤية بعين صهيونية، وعقل
وهابي يخفي تطرفه، بسياسة حاقدة على نجاحات ايران، في محاربة الإرهاب الوهابي،
الوافد من السعودية والانتصار عليه، خلاف بلاده قاعدة الارهاب والتخلّف، التي تنفذ
منذ ثلاث سنوات عدوانا سافرا على الشعب اليمني ، دمرت فيه طائرات تحالفه الاعرابي أغلب
مرافقه وبناه التحتية، فالخطر القادم ليس من ايران، بل حكام مثل هؤلاء المفسدين،
ايران تبني لغد العزة والاباء والكرامة، وهؤلاء يعملون على اسقاطها.
تكاليف العدوان على اليمن، بلغت من الجانب
السعودي، بحسب تقرير صحيفة (التايمز The Times) البريطانية، أوضحت فيه
أن حكام الحجاز يدفعون 200 مليون دولار يوميا، نفقة حرب ظالمة على اليمن، بما
يعادل ال 72 مليار دولار في السنة، وبما يفوق اليوم 216 مليار دولار، خلال الثلاث
سنوات الماضية، في مواجهة شعب فقير أعزل تقريبا، ومع ذلك، لم يحققوا بمرتزقتهم
وحلفائهم شيئا، مما كانوا يأملونه، من إخضاع لليمن الى ارادتهم، فأي عقل بقي
لهؤلاء الاشقياء، بعد كل هذه السياسات العدوانية؟
اموال بمئات مليارات الدولارات، انفقت باطلا
وظلما وعدوانا على الحرب في اليمن، وعلى زرع الارهاب في سوريا والعراق ولبنان، لو
انها أنفقت في بناء الدول العربية والاسلامية، ودعم اقتصادياتها الضعيفة، ورفع
مستوى معيشة شعوبها، لكفت الجميع، ولتحول حالنا من سيء الى احسن بكثير، مما هي
عليه حالنا اليوم، ولكن ماذا نقول فيه حكام امتلأوا بالعمالة والخيانة، فلم يعد
يظهر منهم شيء من خير وصلاح، سوى الله منتقم منهم آجلا أم عاجلا.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire