بالأمس
الاثنين 23 أبريل 2018 أصدر المجلس السياسي الأعلى باليمن، بيانا نعي فيه
صالح الصماد، (مواليد1/1/ 1979)، وذكر البيان أن صالح الصماد، قتل في مدينة الحديدة، يوم الخميس 19 أبريل 2018، إثر غارة لقوات تحالف العدوان استهدفت موكبه ، تماما كما استهدف طيران
العدوان الصهيوني يوم 16/2/1992، سيارة سيد المقاومة عباس الموسوي(مواليد
26/10/1952) بالنبطيّة بجبل عامل جنوب لبنان، في توافق إجرامي سعودي صهيوني، افتضح
بالأمس في تطابق، كشف وحدة الخطط والاساليب وآلة الجريمة.
القيادي المجاهد صالح
الصماد أثقل كاهل العدوان بدوره السياسي الكبير والهام في قيادة مسيرة المقاومة في
اليمن وشكل بحركيّته المستمرة التي بلغت مناطق خطوط النار ومؤازرة ومتابعة اخوانه
في الجيش اليمني وقواه الشعبية، كما اثقل السيد عباس الموسوي كاهل العو الصهيوني
في اشرافه على تنظيم وتنامي مقاومته بلبنان، فقرروا التربص له واغتياله لعل تلك
الجريمة تحط من عزائم الشعب اليمني.
وكما لم تنجح جريمة
اغتيال السيد عباس الموسوي، في فل عزيمة الشعب اللبناني، المناصر للمقاومة، اعتقد
أنه لن تنجح جريمة التحالف الامريكي السعودي هذه، في احباط عزائم شعب يمني، أثبت
الى حد اليوم أنه أكثر نضجا وثباتا وصمودا، ولعل هذه الجريمة النكراء، هي التي
ستفيض كأس صبر وتحمّل اليمنيين، وعوض أن تربكهم كما يأمل أعداؤه، فإنها ستزيدهم
عزما وإصرارا على الثبات في وجه العدوان، وتحقيق النصر عليه لاحقا.
مظلمة الشعب اليمني، فاقت كل حدود الظلم،
لشعب عصيّ على قبوله، وكما قال أهله، فإنه تجاوز كل الخطوط الحمر، ولم يبقي شيئا لقوى
العدوان والبغي والظلم، يمكن أن تفعله على أرض اليمن ولم تقم به.
جرائم قوى تحالف الشرّ الامريكي السعودي
الإماراتي لم تهدأ يوما، طيلة الثلاث سنوات الماضية، وتزداد تعطّشا لإراقة الدماء
وإزهاق الارواح، وتدمير ما بقي من بنى اليمن دون أدنى واعز من إنسانية، كأنّ اليمن
ارتكب جرما فاحشا لا ينمحي، بغير عدوان سافر، لا يبقي له ولا يذر شيئا.
غارات قوى التحالف، عبثت وعربدت كما حلا لها
مخطط قادتها، ولا تزال تصطاد كل شيء يتحرك في اليمن، وقد استهدفت واستباحت اليمن،
من شماله الى جنوبه، ومن شرقه الى غربه، كان آخرها قصف طائرات العدوان، حفل
زفاف بقرية الراقة، ببني قيس، محافظة حجة يوم أمس، راح ضحيتها أكثر من 35 شهيدا
و55 جريحا، بعضهم في حالة حرج،
أردفت بغارة على محطة وقود بعبس، في نفس المحافظة، خلّفت 18 شهيدا و13 جريحا، فمتى كان حفل زواج، أو محطّة وقود، أو تجمع في
سوق، أو وسائل نقل مدنية على الطريق، أو مشفى يعالج المرضى، أو مدرسة أو معهد يعلّم
النّشء أهدافا عسكرية؟ تجوّز للطائرات الحربية قصف محلّاتها، أليس هذا خرق فاضح
للمواثيق والمعاهدات الدولية، التي تحرّم قصف المدنيين ومنشآتهم؟ ألا تعدّ تلك
العمليات العسكرية من المنظور الغربي المتواطئ مع العدوان، جرائم حرب يجب أن
تتوقف، ويعاقب عليها مرتكبوها؟
وإذا لم تتحرك المنظمات الدولية، من أجل وقف
هذا الاستهتار بشعب عربي مسلم عريق، لم يعرف في تاريخه عدوانا، شنّ عليه بهذا
الحقد والاجرام، فمتى ستتحرك وتنهي معاناة أهلنا في اليمن المظلوم؟
واذا لم يخرج الاعلام المتّخذ من أعذار
المعتدين الواهية، وسيلة للتغطية وتبرير عدوانهم، فمعنى ذلك أنه متورط، ومشترك في
جميع الجرائم المرتكبة بحق اليمن، ومتستّر بما أوتي من دهاء وخبث، على العدوان
الهمجيّ، الذي لا يزال يحصد الارواح البريئة، ويدمّر مكتسبات اليمن، وهو موقف لا
يبرّئه، من تبعات مساهماته، في اخفاء الحقيقة على الناس.
مصيبة عالمنا العربي، أنه يرزح تحت أنظمة اتخذت
من التجارة بالقيم شعارا، فمن يدفع أكثر ينال ما يريد كائنا من كان، ولا يهمّ إن
كان القرار والموقف المتّخذ، فيه هضم لحق شعب شقيق، يتعرض لعدوان وحشيّ سافر، وفي
خلدهم أنهم سيأتون بعد ذلك، ليعبّروا بمنتهى الوقاحة - مثلما تدفعهم الحيلة في كل
مرة - أنهم كانوا مخطئين.
يذهبون بعيدا في مناصرة الباطل، أو السكوت عن
جرائمه، ويتجاهلون أن مواقفهم تلك، تعتبر شراكة غير معلنة معه، وأقل ذلك الساكت
عنه، والساكت عن الحق شيطان أخرس.
الشعب اليمني بقواه الوطنية ومقاومته الباسلة،
لم يقل كلمته الفصل بعد، رغم تضحياته الجسام، وثباته الذي لا يراه سوى الموقنون
بنصره، وما سيقوم به من ردود في قادم الايام، سيجعل قوى العدوان تندم على ما
اقترفته بحقه، ويوم الحساب القادم، لا ينفع فيه ندم النادمين.
كلمة الحق التي يجب أن تسمعها كل أذن، أن
شهداء المقاومة في ايران ولبنان وفلسطين وسوريا والعراق واليمن، ومن كان معهم من
كل فج عميق من أحرار العالم، سيكونون أمراء أهل الجنة، وقوى البغي والظلم والعدوان
- مهما كانت انتماءاتهم وجنسياتهم - سيكونون شياطين وأبالسة أهل النار.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire