dimanche 29 avril 2018

إلى قوى العدوان انتظروا يمن الصّماد

العدوان السافر الذي يرتكبه الغرب والصهاينة، تحت عنوان التحالف الأعرابي على اليمن منذ 25 /3/2015 الى اليوم جاوز المدى، وفاق حدود التصور، فلم يكفي المعتدين قتل كل شيء يتحرك على أرضه، وتدمير مكتسبات شعب حرّ أبيّ، اراد الخروج من مستنقع التبعية لعاهرة الخليج، اصيلة بني صهيون، ومستباحة العلج الامريكي، أقدمت طائرات يرجح انها امريكية او صهيونية، على ارتكاب مجزرة بشعة، بحق موكب رئيس المجلس السياسي الأعلى للجمهورية اليمنية صالح الصمّاد، ما أدّى الى استشهاده على الفور مع مرافقيه السّتة .
عملية اغتيال لفها صمت المعتدين وسكوتهم عن اعلان غارتهم الغادرة، والكشف عن جريمتهم البشعة، لأنها بنظر كل عاقل، عار على مرتكبيها لا يمحوه شيء، في مقابل حكمة القيادة اليمنية الشعبية والشرعية في الاحتفاظ بالخبر، وتأجيل الإعلان عن استشهاد الرئيس صالح الصماد، الى  انتهاء ترتيبات انتقال القيادة وتصريف شؤون المجلس الاعلى.
أسلوب الغرب عدو الاسلام والمسلمين – واقصد بالإسلام هنا الدين القيّم، الذي لم يفصل عن الحياة السياسية، وأقصد بالمسلمين كل الذين آمنوا بأن الدين جاء ليحيي الناس حياة طيبة، وعملوا من اجل تحقيقها - لم يتغير أبدا بأسلحته الخبيثة، الفتنة والدعاية المغرضة، ومعارضة القيم الاسلامية الأصيلة، بثقافة المدنية الغربية الزائفة، الخالية من مكارم الاخلاق، التي تأمر بالمعروف، وتنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، استوعب درسا بليغا سنة 1979 بفوات ايران وإفلاتها من بين يديه، وخروجها عن دائرة هيمنته، بعد انتصار ثورتها بقيادة الولي الفقيه الامام الخميني، وتفطن أن اليمن سائر على نفس النهج، في معاداة الاستكبار والصهيونية وعملاءهم في المنطقة، فكاد كيده وناصب جهده، للحيلولة دون أن يفلح اليمنيون في الخروج من دائرة التبعية والعمالة، فسلطوا عليه عملاءهم يسومونه عدوانا تعددت جرائمه حتى بلغت عنان السماء لكثرتها وتنوعها، وجميعها تعتبر في نظر القانون الدولي، جرائم حرب شنيعة، موجبة لمثول مقترفيها أمام محكمة لاهاي الدولية، وتسليط العقوبات النافذة عليهم.  
دوائر القرار الامريكية الصهيونية - بوجه خاص-  التي تتحكم في ادوات العدوان أوعزت بتنفيذ جريمة اغتيال الرئيس المناضل صالح الصماد، من أجل التخلص منه أولا، لأنه شكل بمفرده جبهة حركة وعمل دائبين، لأجل عزة وصمود شعبه، فلم يمنعه أن يكون مستهدفا من طرف قوى العدوان - وهو يعرف ذلك جيدا – من التنقل من جبهة سياسية الى جبهة عسكرية، على خطوط التماس والنار، مستحثا أبناء شعبه على البذل والعطاء، والعمل المتواصل بلا كلل، من أجل إلحاق الهزيمة بالمعتدين، مثمّنا تضحياتهم، رافعا من معنوياتهم، الى أعلى ما يمكن أن تبلغه من الثبات والتوفيق، في مواجهة اعداء خبيثين لؤماء.
لقد أرادت قوى العدوان من اغتيال الرئيس الصماد، أن تحبط من عزائم القيادة اليمنية الشرعية، وقواعدها الشعبية، وتربك حساباتهم وتشلّ خططهم، وكانت النتيجة أن لحقت وصمة عار أخرى أشدّ بالمعتدين، وإذا بالقواعد الشعبية اليمنية تزاد تلاحما ووحدة في مواجهة العدوان، وتخرج في مسيرة تشييع رئيسها الى مثواه الاخير، كالأمواج الكاسحة الهادرة، معبّرة في مشهد لا يمكن أن ينسى وبإصرار عجيب - رغم القصف العشوائي عند اطراف التجمع الجماهيري – أن الصمّاد وإن أكرمه الله بشهادة طيّبة، شبيهة بشهادة الامين العام السابق لحزب الله، السيد عباس الموسوي، فإنه ترك وراءه ملايين الأوفياء لوطنهم ومبادئهم، مستعدين ليكونوا مشاريع صمّاد جديد، فلا شيء أغلى من الوطن وقيم البلاد.
وسام الشهادة ناله فارس اليمن المغوار، ورغم قصر مدة رئاسته لأحرار اليمن، فإنه قدّم لأهله الكثير، وسار فيها بسيرة الصالحين، فدخل قلوب شعبه في فترة وجيزة، محبوبا مبجّلا، وما الجماهير لبّت نداءه لمسيرة البنادق الى مدينة الحديدة، تعبيرا للعدوّ أنها خط أحمر، والتي خرجت لتشييع ما بقي من جثمانه الطاهر، سوى تعابير ولاء وطاعة، يحاول اعداء اليمن اخفاءها، وهيهات أن يفلحوا في طمس الحقيقة.
يمن العز والاباء، ولاّدة الأحرار وأباة الضيم ستبقى، وإرادتها التي يعمل المعتدون على كسرها، لن تنكسر أبدا، في ظل شعب اختار طريق إعلاء كلمة دينه، ورفض حياة الخنوع والخضوع التي يريدها له أعراب الخليج، وقد مضى موقنا بأن الله متمّ وعده، ومحقق عهده، بنصر عباده، ورفع الظلم عنهم، وسيكون الشهيد الرئيس صالح الصماد، قربان العبور الى مرحلة قادمة من النصر، وكسر شوكة العدوان.
فجر الحسرة والندامة قادم، لكل من اشترك بجرم في حق الشعب اليمني، وشرعيته الثورية، وقيادته المنتخبة دستوريا، ولن يتسامح أهله بمن شارك في العدوان عليه، مهما كلفه ذلك الموقف من تضحيات، هذا والقصاص مشروع له، ولا يلام على ذلك، خصوصا إذا استأصل شفة حكام الحجاز ووهابيّتهم، قد يستهين مستهين بهذا التوقّع، لكنه حقيقة بنظري واقع لا محالة.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire