mercredi 4 avril 2018

يربوع بني سعود




تليق التسمية بمن سأتحدث عن قفزاته البهلوانية، الشبيهة باليربوع الهارب، فيربوعنا النجديّ هذا، نفخ فيه كِيرَانِ: صهيوني وأمريكي، حتى جعلاه يتخيّل أنه أصبح كنغرا عملاقا، شديد المراس لمن تعرض له، فما كان منه في بدء ولايته المريبة، الا ان استباح القريب ففعل أفاعيله في أسرته وبني عرقه، والمقربين من حكمه، ثم استطال على البعيد، فقال ما قال من كلام نترفع عن ذكره، لسقوطه واسفافه في البهتان، ولا أخال عاقلا يتّبع كذبا صراحا، من يربوع مغرور، يحاول جهده أن يتنصل من عقاله الأميري، ليظهر تحته كِبّة صهيونية، بنجمتها السداسية ودائرتها الزرقاء.
لم يخطئ أبدا ناصر السعيد فيما دوّنه  في كتابه ( تاريخ ال سعود)، ولا السيد محسن الامين في كتابه ( كشف الارتياب في أتباع محمد بن عبد الوهاب)، ولا ما كتبه الدكتور علي الوردي (قصة الأشراف وابن سعود)، ولا ما كتبه محمد علي سعيد (بريطانيا وابن سعود العلاقات السياسية وتأثيرها علي المشكلة الفلسطينية)، ولا غيرهم من الكتاب والنقاد والمؤرخين، عندما وقف منهم من وقف، على حقيقة الأصول اليهودية، للأسرة الحاكمة في الحجاز، وثناها آخرون بأنهم تأسيس بريطاني، ليكونوا عملاء لها في المنطقة، وقد قدموا لها خدمة جليلة، على مدى عمر مملكتهم الثالثة (1932).
لقد برهن حكام الحجاز أنهم ابعد ما يكونون عن السياسة، فلم يفلحوا في ملف من ملفاتها، حتى تلك التي كانت في مصلحة بريطانيا، فقد امسكوها بالحديد والنار، ومارسوا من أجل تنفيذها جرائم وحشية، واليوم تحولت المصلحة الى أمريكا ولقيطتها إسرائيل بالدرجة الأولى،  
وطالما أن النظام السعودي قد عقد مصيره بأسياده، بعد أن عجنوا وجوده بطينة العمالة الخالصة، فإنه سيبقى لصيقا بهم، مؤتمرا بأوامرهم، رابطا مصيره بمصيرهم، ماضيا في طريقهم الى أخر نفس، يستنشقه نظام متخلف مدنيا، بعيد في حقيقته عن القيم الانسانية والاسلامية، وإن حاول التشبّه بهما فلم يفلح.
الزيارة الاخيرة التي لا يزال يؤديها ولي العهد السعودي، والتي تستغرق 3 اسابيع بحسب صحيفة الجارديان البريطانية، قد كشفت للعرب والمسلمين الوجه الحقيقي للنظام السعودي، فالقضية ليست متعلقة بشخص واحد، يمكن أن تلقى التّبِعة عليه، وانما هي سياسة نظام، ماضية في اتجاه واحد، في صالح امريكا والغرب والصهيونية، وليس فيها مصلحة واحدة للعرب والمسلمين، وتستهدف بالأساس القضية الفلسطينية، وتعمل على انهائها لصالح الكيان الصهيوني، وتثبيته بشكل نهائي في المنطقة.
فخلال مقابلته مع مجلة (ذي أتلانتيك) الأمريكية، قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إن للإسرائيليين الحق في العيش بسلام على أرضهم. وأي أرض يراها بن سلمان ملكا للصهاينة؟ أليست فلسطين أرض فلسطين المغتصبة، فكيف تتحول اليوم بمنطق يربوع نجديّ جاهل عميل، الى حق مغتصب عنصري عدو لله ورسوله وأوليائه؟
ابن سلمان عبّر عن مقدار حقده على ايران، ونظامها الاسلامي الذي رأى فيه خطرا على نظامه، تماما كما رأى فيه الكيان الصهيوني خطر محدقا به، وليتّفق في رؤيته أيضا مع أمريكا، التي تبحث من زمان، على من يقف معها في وجه ايران الاسلامية، فتردّ الصفعة التي تلقتها منها ابان  الثورة الاسلامية.
تصريحات بن سلمان على أحقية الكيان الصهيوني في البقاء والعيش ضمن تركيبة الشرق الاوسط وعلى ما اغتصبه من ارض فلسطين، فضحت تاريخا قديما من نفاق سعوديّ بشأن فلسطين وأهلها، وتطبيعا مضي في الخفاء، ليظهر علينا اليوم في أخر تعابيره السياسية، التي تمهّد بكل تأكيد الى مرحلة قادمة، من التعاون والتنسيق والتحالف، لمواجهة محتملة مع ايران الاسلامية، وهذا سبب طول مدة اقامة ولي العهد السعودي بأمريكا.
اذا لم يبقى للقضية الفلسطينية، من نظام يعمل على استعادة حقوق شعبها المظلوم، سوى النظام الاسلامي في ايران ومن يدّعي منافسة ايران في هذا الملف وهذه القضية، فهو مجرّد متظاهر بما ليس منه، ايران بشهادة فصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية، قدمت الكثير من أجل تثبيت دعائم المواجهة مع العدو الغاصب، لتصبح ثقافة مقبَل عليها، وممارسة تؤديها شعوب المنطقة المتضررة، من وجود كيان عنصري غاصب مثله، وبقطع النظر عن عبارات الثناء على ايران الاسلامية، التي خطب بها قادة فصائل المقاومة سواء أكانت فلسطينية أم لبنانية، بعد دحر كل عدوان ترتكبه الالة العسكرية الصهيونية، يبقى مشروع الامام الخميني رضوان الله عليه في تحرير فلسطين، وكنس عدو الاسلام والانسانية منها، هو الآلية الوحيدة والسبيل الرشيدة، في استعادة المقدسات من دنس الصهيونية.
وبقدر ما نعتز بمشروع الامام الخميني الرائد، في فكره وتطلعه وتصوره لحل قضايا الامة، وجهود وليّه الامام الخامنئي، الذي حمل بعده مشعل المقاومة والتحرير، نستهجن ما يقترفه أغلمة السوء، ويرابيع التخلف والعمالة، بحق مقدساتنا في فلسطين، وما يتآمرون به ضد ايران، شرف الاسلام والمسلمين، ومن هنا ندعو ابناء أمتنا الى فضح هذه المؤامرات، واسقاطها جماهيريا، فإن للجماهير دور أساسي لا غنى عنه.  


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire