يبدو ان هذا الملف الخطير لم يظهر الى العلن،
الا بعد ان فاحت رائحته، وتراكمت ملفّاته، فخيانات أغلب الانظمة العربية لشعوبها،
وخذلان قضاياها المصيرية أكثر من ان تحصى، فقد عرفنا خلال الثماني سنوات الأخيرة،
كثيرا من التقلّبات والأحداث السيّئة، التي طبعت حياتنا السياسية، قد غلّفها صنّاعها
بغلاف كنّا نراه خيرا، لكن خابت آمالنا بانكشاف حقائقها، فإذا هي مقدّمة لكوارث
كبرى، نزلت على شعوب معيّنة استهدفها أعداءنا، لتمرير أهدافهم، وبلوغ غاياتهم في تغييرات
جيوسياسية تصب في صالح مخططاتهم الخبيثة.
خيانة القضية الفلسطينية قديمة قدم وجود
الخونة في فلسطين، فمن باع الارض في أول الاستدراج طمعا فيما قدّم اليه من مقابل،
سيبيعها في الآخر وقد تضاعفت العروض، وظهر الوسيط والشاري في ثوب عربي فلسطيني
خليجي.
مسالة بيع العقارات الفلسطينية المجاورة
للمسجد الاقصى طفت على سطح الاحداث الخطيرة المتعلقة بمدينة القدس العربية
الاسلامية، وأظهرت من ورائها مخططا تهويديّا خبيثا، يعمل عليه فريق من الفلسطينيين،
لقاء ترتيباتهم العقارية في استدراج صاحب العقار، وايهامه بأن الشاري خليجي، يريد
ان يتعهد البناء القديم ويجدده، بما يضفي مسحة جمالية على القدس القديمة، وآخر من
الامارات والسعودية بتقديم المال اللازم، وثالث صهيوني يستلم تلك العقارات،
بالمبالغ المطلوبة من الجانب الخليجي.
وبحسب وكالات أنباء، نقلا عن تدوينة
نشرها نائب رئيس الحركة الإسلامية
في فلسطين 48، الشيخ كمال الخطيب، على صفحته في فيسبوك، فإن رجل
أعمال إماراتياً، مقرباً جداً من ولي عهد أبوظبي، يعمل على شراء البيوت، والعقارات
الملاصقة للمسجد الأقصى، على وجه الخصوص، وذلك بمساعدة من رجل أعمال مقدسي، محسوب
على دحلان، وقد ذكر الخطيب أن رجل الأعمال الفلسطيني بالتشاور مع رجل الأعمال
الاماراتي، عرضا على أحد سكان القدس، مبلغ 5 ملايين دولار، لشراء بيته الملاصق
للأقصى، وعندما رفض عرضهم، رفعوا قيمة العرض إلى عشرين مليون دولار، لكن محاولة
إغرائه باءت بالفشل.
الشيخ كمال
الخطيب حذر من أن هذه التحركات تعيد إلى الأذهان ما وصفه بـ (دور نظام ولي عهد
أبوظبي) في شراء بيوت فلسطينية، وتفويتها لمؤسسات استيطانية، في منطقة سلوان ووادي
حلوة في القدس المحتلة، مثلما حصل عام 2014، ووجّه نصيحته الى إخوانه الفلسطينيين،
بعدم السقوط في فخ تهويد المدينة، الذي تشرف عليه شخصيات فلسطينية وخليجية، تمهيدا
لتستلمه أياد صهيونية.
وكردّ قعل من محمد دحلان قام بحملة تشويه
استهدفت الشيخ الخطيب محاولة منه لارباك الرأي العام الفلسطيني وصرفه عن متابعة
هذه المؤامرة وكشف كل من يقف وراءها، وقد ردّ عليه الشيخ الخطيب بقوله على صفحته
في الفايسبوك: ( أعتز وأفتخر أنني كنت
وراء الكشف عن صفقة بيع عشرات البيوت في العام 2014 لرجال أعمال إماراتيين وصلت في
النهاية إلى أيدي المستوطنين، وهذا ما تكرر في العام 2018 حين كشفتُ عن محاولة
شراء البيت الملاصق للمسجد الأقصى قبل أيام. هذا واجبي أديته وسأستمر بأدائه. بل
وبسبب ذلك تم منعي من دخول
القدس ودخول المسجد الأقصى مدة 4 سنوات، لكن هذا الموقف لم يرق للمتواطئين
والسماسرة، والمنتفعين من هذه الصفقات الإجرامية، فقاموا بنشر مواد مفبركة تزعم
ارتباطي بالمدعو فريد حاج يحيى. ..)
ومع اختلافي مع
هذا الشيخ، صاحب الفكر التيمي الاقصائي التكفيري، والموروث العقائدي المريض، في
وجهة نظره الحاقدة على ايران ومحورها المقاوم، والذي كتب بتاريخ 9/6/2018 :
(يوم القدس العالمي الذي
دعا الخميني لإحياءه(إحيائه) سنويا في الجمعة الأخيرة من رمضان:
من سحبوا جيوشهم من القدس عام 1099، ولم يقاتلوا دفاعا عنها، أمام زحوف الإحتلال الصليبي، هؤلاء هم آخر من يدّعي أنهم سيحرّرونها من الإحتلال الصهيوني..ومن يتطاولون على محرر القدس من الصليبيين "صلاح الدين الأيوبي" ويقولون عنه "هلاك الدين" - الشيعة الصفويون أقصد- فلن يسجل التاريخ عن أحد منهم انه سيحرر القدس من الاحتلال الصهيوني !قادة إيران ومثلهم قادة السعودية: تحرير القدس شرفٌ لا تستحقّونه!)
من سحبوا جيوشهم من القدس عام 1099، ولم يقاتلوا دفاعا عنها، أمام زحوف الإحتلال الصليبي، هؤلاء هم آخر من يدّعي أنهم سيحرّرونها من الإحتلال الصهيوني..ومن يتطاولون على محرر القدس من الصليبيين "صلاح الدين الأيوبي" ويقولون عنه "هلاك الدين" - الشيعة الصفويون أقصد- فلن يسجل التاريخ عن أحد منهم انه سيحرر القدس من الاحتلال الصهيوني !قادة إيران ومثلهم قادة السعودية: تحرير القدس شرفٌ لا تستحقّونه!)
فإني أخذت إفادته
لتكون حجة عليه وعلى هؤلاء الفلسطينيين الذين عملوا على أسقاط حقوقهم في أرضهم
بالتفويت فيها بذرائع مختلفة اسهمت الى حد كبير في تغوّل الكيان الصهيوني على
فلسطين فوق ما غصبه من الارض، وأقول أنه من الحمق البقاء على نهج ثبت عقمه وتاريخ
غلب عليه التزوير وتزييف الحقائق، وما اقترفه صلاح الدين الايوبي بحق فلسطين
بالتفويت في ساحلها البحري الى الصليبيين يكفيه جرما، فوق جرم ابادة المسلمين
الشيعة في مصر وإقدامه بنفسية الحاقد، على حرق مكتبة أنفس مكتبات الفاطميين، الذين
دفعوا من أجل جمعها اموالا طائلة واستقدموا لها مئات العلماء، حبا في العلم، وحرماننا
من مخطوطات هامة في شتى العلوم، أفلا يستحق أيها الشيخ هذا الطاغية لقبا يتناسب
وجرائمه؟
وكان أحقاق للحق
منه، أن لا يرمي الفاطميين وحدهم، بالتقصير في الدفاع عن بيت المقدس أو خيانتها،
فما يعاب على هؤلاء، يتقاسمه معهم السلاجقة الاتراك بالأناضول، فبأيّ مسوّغ تلقى
التهمة على طرف، ويغضّ عن الطرف الثاني لا لشيء، سوى أنه سنيّ المذهب؟
أما من سيحرر القدس؟ فتأكد أنك لن تكون من
بين هؤلاء، الذين سيكون لهم هذا الشرف، لأن القدس وإن كنت من أهلها، فإنها تأبى
الحاقدين امثالك، على بقية المسلمين بغير وجه حق، وهي وإن حملتك على مضض، بسبب
فكرك التيمي، توأم الوهابية فإنها ستلفظك لفظ النواة -إن بقيت على هذا التعصّب
الباطل- عندما يصلّى الشرفاء بعد تحريرها من دنس الكيان الصهيوني، عندها فقط، سوف
تجد نفسك، من بين عامة من سيشاهدون رايات النصر، يحملها الشيعي الايراني،
واللبناني، واليمني، والعراقي، والسوري، بلا أسف على كونك خارج هذا المحور الشريف،
الذي لا يقبل غير الشرفاء.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire