عندما يصمت العرب بأنظمتهم الرسمية واعلامهم
الفاسد، يتكلم اسرائيلي بما لا يجرؤ عليه هؤلاء، فيصف الجيش الذي كان يعمل به
كضابط، وخرج منه متبرئا من الإرهاب فاضحا اساليبه الاجرامية، ومعترفا في نفس الوقت،
بان هذه الالة الصهيونية، فاقدة لأبسط القيم الانسانية .
هذا الانسان الذي وقف على جملة سلوكيات مشينة،
تعلقت بالجيش الصهيوني، في اعتداءاته الغير مبررة والمفضوحة على المدنيين، فلم
يسعه البقاء فيه، لان انسانيته اجبرته على اتخاذ قرار الاستقالة منه، ولم
يكتفي بذلك، بل قام فصدع بالحق، الذي تعامى عنه عالم الاستكبار وبيادق العمالة..
كلمة ستبقى عالقة في اذهان احرار العالم، من مقاومة وانصار، وقد عرفوا وخبروا من
يواجهون، وشتان بين حامل قيم، ومشروع مجتمع الكمال الانساني، وبين ادوات ارهاب
وتخريب.
قد تسمع هذه الاعترافات المنظمات الدولية،
والانظمة التي تدعي رعاية حقوق الانسان، ولكنها في الاخير لا تجد طريقا لإيقاف
عربدة الالة العسكرية الصهيونية، فهذا العالم اصبح رهينة الصهيونية العالمية، تفعل
ما تشاء باهلنا في فلسطين، ولا حياة لمن تنادي.. قد يدفع هذا اليهودي ثمن فضحه
للجيش الصهيوني، ولكنه يبقى رجلا انسانا، قد قطع مع ارهاب جيش عنصري، تغنى قديما
بتفوقه، فلم تهزمه جيوش عربية، وهزمته ارادة مقاومة الشرفاء وعزمهم على الحاق هزيمة نهائية به، فهنيئا لكل
شريف في موقعه، الذي يواجه في قوى الارهاب والشر، بالسلاح وبالموقف وبالكلمة.
هذا اليهودي جرّم جيشه، وبالتالي حكومته
وسياساتها العدوانية، فلماذا تستنكف حكوماتنا عن تجريم التطبيع مع كيانه، وهو ابسط
الحقوق الواجبة تجاه اخواننا في فلسطين؟
بل لماذا تتسابق انظمة خليجية، انفردت منذ نشأتها،
بصفة صنيعة بريطانيا، ثم حريم امريكا والغرب، في التقرب من كيان صهيوني مجرم، ليس
له من الشرعية ما يعطيه حق البقاء على ارض وصدر شعبنا الفلسطيني، وتحمل البحرين،
هذا البلد الذي لا يكاد يحسب بين دول العالم، لضالة مساحته، قصب السبق في منافسة
وضيعة، لا توجد نظيرتها في الانحطاط الاخلاقي والقيمي، وطبيعي ان يصدر الايعاز من
امها الكبرى، مهلكة بني سعود بغية بغايا الشذوذ.
من هنا امنت بان الكيان الصهيوني، بإمكانه ان
ينتصر على الانظمة العربية مجتمعة، او ان يخضعها الى ارادته، بالأسلوب الامريكي
الغربي، الف مرة ومرة، لكنه يبقى عاجزا امام تنامي ظاهرة مقاومته، ذلك المشروع
الذي دعا اليه الامام الخميني رضوان الله عليه، ويستمر على نهجه الامام الخامنئي،
وقد اشتد عوده في المواجهات السابقة وبعنفوانه، اسقط مشروع الارهاب التكفيري
نداء اخير للمطبعين مع الكيان الصهيوني، أيا
كانت صفتهم الرسمية وغير الرسمية، تزودوا ليوم ندمكم وفزعكم وجزعكم، فقد بات موعده
قريبا.. انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا.
حرباء التطبيع ماضية بكل ما تملك من مكر وخداع، والمطبعون من رجال
السياسة مجتهدون في ارضاء مصدره (امريكا)، ايمانا منهم بان ثبات انظمة حكمهم، لا
تتم الا من ذلك الباب، وطالما ان دخوله خفية من البداية لا يثير مشكلة، فان شعوبهم
المستغفلة والمدجنة، سوف تسكت وترضى بعد ذلك.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire