mardi 27 mars 2018

إلى متى تتناسون حقوق الشعب اليمني؟



بقلم: محمد بن عمر
مرت ثلاث سنوات على العدوان الذي شنه حكام الحجاز، تآمرا على الشعب اليمني وخياراته الثورية، بالتحالف مع الدول التي لا تزال تتاجر بشعوبها وتستهين بأرواح جنودها المشاركة في عاصفة الحزم التي شارك فيها - على ضعف اليمن - الى جانب نظام الاعراب الاشد كفرا في الحجاز (السعودية) كل من البحرين، والكويت، والإمارات، والمغرب، والسودان، والأردن، ومصر، وقطر - التي انسحبت أخيرا من التحالف لخلاف دب معها- عاصفة التي كان من المفترض أن تستمر ثلاثة أشهر فقط، حسب تصريحات الناطق الرسمي للتحالف آنذاك، أحمد عسيري ، لم نجد لها حزما يذكر، سوى صب حمم طائراتها المعتدية على رؤوس أهلنا في اليمن، نساء ورجالا وأطفالا، شيبا وشبابا، في كل بقعة من أرض اليمن، مدرسة كانت أم مشفى، سوقا كان ام مسجدا، وحيّا سكنيا كان أم مصنعا، رمزا دينيا كان أم وطنيا لا فرق، لا يهمّ طالما أن الهدف الغير معلن، هو اخضاع الشعب اليمن للعمالة الخليجية، وسحب بساط ثورته الى الوراء، ليعود كما كان قبل 2011.
عدوان سافر بكل المقاييس، بلغ عدد القتلى من بداية الحملة ( 26/03/2015إلى 10 أكتوبر/تشرين الأول2017)4125 مدنيا على الأقل، وعدد الجرحى 7207، حسب مكتب المفوض السامي الأممي لحقوق الإنسان، أصيب أغلبهم في غارات التحالف الجوية، قتل من قتل منهم، وتحول الى أشلاء متناثرة، تقشعرّ منها القلوب الرحيمة، وأحرق من أحرق منهم، بفعل الصواريخ والقنابل المحرمة دوليا، التي قضت على أسر بأكملها، انهدت عليها بيوتها، فانطمرت تحت انقاض بيوتها البسيطة المتواضعة، والتي شأن بيوت أغلب أهلنا في اليمن، في عدوان سافر، فضح خبث معدن حكام نشأوا أولا واستقووا في بداية وجودهم ببريطانيا، وعاشوا تحت ماخور حمايتها، الى ـن استلمت أمريكا الظعينة، وقد تعرّت تماما من أي قيمة دينية وانسانية.
عدوان تذرع بما لم يكن له عند اليمنيين حساب ولا اعتبار، فحكومة هادي فقدت شرعيتها، بانتهاء آجال عمرها، ومحاولة فرضها على الشعب اليمني، بشن عدوان همجيّ استضعفه، باستقوائه من الغرب بزعامة أمريكا، التي صوت أخيرا مجلس شيوخها، برفض فرض حضر على مبيعات الاسلحة على حكام الحجاز
 الاف الغارات التي شنت على اليمن، استهدفت فيه كل شيء، فلم تستثني شيئا، واستحلّت واستباحت ارض وسماء وبحر اليمن، وفرضت عليه حصارا خانقا، ينذر بمجاعة واوبئة كارثية، وكلما ردّ اليمنيون بمقاومتهم الباسلة على العدوان، تعالت صيحات الاستنكار من جانب المعتدين وحلفائهم ومحرضيهم، ومن رضي بأن يكون في طابور النفاق العربي، المتودد للباطل واهله.
عدوان وتدخل سافر في الشأن اليمني الداخلي، متعارض مع ميثاق جامعة الدول العربية والامم المتحدة، بحجج واهية تماما، أسقط زيف الغرب، المنادي باحترام حقوق الانسان، في دول استهدفوها بدعاياتهم لإزعاجها، وخلق أجواء مضطربة فيها، لتحويل استقرارها وامنها وتعايش شعوبها، الى صراعات طائفية من شأنها أن تضعفها، وتغير انظمتها لتصبح في خدمة اهدافهم الاستكبارية في العالم.  
لقد تمكن الشعب اليمني، وليس الحوثيين وحدهم، كما يحلو لمزيفي الحقائق، حصر المقاومة فيهم، وفي الجيش اليمني، كانقلابيين على الشرعية حسب زعمهم، من الصمود في وجه العاصفة بعتوّ طائراتها، ومواجهتها بعزيمة رجال اليمن المعروفين، بأنهم أهل صبر وبأس، في رد أي عدوان عليهم، وها هي صواريخ الجيش اليمني البالستية، تنهال على مواقع حساسة من بلد العاصفة، فتقوم دنيا المعتدين ولا تقعد، موجهين الاتهام كالعادة الى ايران بتسليح اليمنيين، في ادّعاء يعيدنا الى محاولة سابقة من السنة الماضية، اتهمت فيها مندوبة الولايات المتحدة الدائمة في الأمم المتحدة (نيكي هايلي)، إيران بتزويد الحوثيين في اليمن بالصواريخ، لشن هجمات ضد السعودية، وعرضت (هايلي) للصحفيين بقايا صاروخ بالستي، انطلق من اليمن باتجاه السعودية، ضرب مطار العاصمة الرياض. وردت ايران في الحين، بان تلك التصريحات غير مسؤولة واستفزازية، لا تقوم على دليل حقيقي، ولا اساس لها من الصحة.
وهذه المرة ليست ككل مرة، حيث امطرت المقاومة اليمنية أهدافا منتخبة في (السعودية)، أثارت موجة من ردود الافعال المتباينة، بين الاستنكار والتنديد والادانة، رغم الادعاء بان الصواريخ السبعة وقع اسقاطها، ولم تخلف ضحايا سوى شخص واحد، بينما يصم المتجمع الدولي آذانه ويشيح بأبصاره، عن آلاف غارات طائرات تحالف العدوان، على جميع المحافظات اليمنية، من الشمال الى الجنوب، مخلفة أكثر من 10 آلاف قتيل، وأكثر من خمسين ألف جريح، ونزوح ثلاثة ملايين شخص داخل اليمن، بالإضافة إلى تفشي الأوبئة والأمراض، في مختلف المحافظات اليمنية، ناهيك عن افتقار 22 مليون شخص، من إجمالي السكان البالغ تعدادهم 27مليون نسمة، إلى أبسط مقومات الحياة، تقوم دنيا الباطل ولا تقعد، من أجل رد فعل ودفاع مشروع عن النفس، عبر به اليمنيون، بوقوفهم في وجه عدوان متعدد الجنسيات -مدعوما غربيا وصهيونيا بالأسلحة والخبرات والمعلومات- أنهم أهل صمود وصبر، شهد لهم به ماضيهم، ويشهد به حاضرهم، وسيشهد به مستقبلهم.
لم تتأخر ادارة ترامب كعادتها، عن إدانة صلية الصواريخ، التي أطلقها الجيش اليمني، مدعوما بلجانه الشعبية، على لسان المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية (هيذر نويرت).
فهل يعقل أن تكون اليمن كلها بمحافظاتها وسكانها حوثية، ونحن نعرف أن الحوثيين موطنهم صعدة وعمران، اللتين دمرتهما طائرات العدوان منذ البداية، ولا تزال تغير على اطلالها، تصطاد اشباح من قتلوا هناك؟
لقد بات من المؤكد، غرق النظام السعودي في مستنقع العدوان على اليمن، وقد بدأ اصوات غربية تستنكر ما حدث ويحدث هناك، فقد تبرّع ولي العهد السعودي في ختام زيارته لبريطانيا، بمبلغ 100 مليون دولار، بعنوان مساعدة الدول الفقيرة، بينما قدم الملك سلمان وابنه الى أمريكا، من اموال الحج والنفط، ما يقارب 700 مليار دولار، وهي البلد الأغنى في العالم،(7000 مرة ضعف المبلغ المقدم للفقراء)، وتعليقا على ذلك كتبت صحيفة (الغارديان) اللندنية احدى افتتاحياتها، تحت عنوان: (صفقة المساعدات لا تعوض عن القتلى اليمنيين) واصفة اياها بأنها عار، قائلة إنه لا يغطي على دور السعودية القيادي في حرب اليمن، وتدعو الحكومة البريطانية إلى بذل المزيد لإنهاء الأزمة.، أقول إن ثلاثي الغرب امريكا وبريطانيا وفرنسا، لو أمسك عن ابرام صفقات الاسلحة والصواريخ والذخائر، التي تدك بها يوميا مدن اليمن وتفتك بشعبه، وامتنع عن تزويد تحالف العدوان بشحناتها، بما فيها القنابل العنقودية المحرمة دوليا، والفاتكة بأطفال اليمن لانتهى العدوان وطويت صفحاته.
وكالعادة لم تتخلف الحكومة التونسية، المصطفة في طابور النفاق والعمالة، عن استنكار العدوان على (السعودية) من طرف الحوثيين، معبرة عن تضامنها الكامل معها، دون ادنى تحفظ، متناسية حقوق الشعب اليمني المهدورة، من جراء عدوان منحط سافر، بين انظمة مستكبرة، وأخرى عميلة لها، وثالثة تقتات من طدأ شرار أهل الارض من أعراب الحجاز.
هكذا حال أنظمة العرب هذا الزمن وقوف مع الباطل ومناوئة أهل الحق، والاستجداء الرخيص على حساب شعب يمني بأكمله، فمتى تستفيق الشعوب لتقويم اعوجاج حكوماته، وارجاعها الى سواء السبيل، وهذا ليس من السهل على شعوب اختارت الدّعة والتفريط في القيم والمبادئ.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire