مخطئ أو مذنب من قال انكم مستقلون يا شخابيط
الخليج
لا اقصد من اطلاق صفة صعاليك هنا، على ان من عنيتهم أنهم
فقراء ومشردين، لا يملكون شيئا من حطام الدنيا، ولكن اردت أن انعتهم بها، من جهة سوء
المنشأ وعاقبة المنقلب، للخبث الباطن فيهم،
وعمالتهم البادية أوّلا وآخرا، لمن عرفها ولمن جهلها وملن تجاهلها، فتاريخنا مليء باعشاش
الزنابير أينما انتشروا على ارضنا من المحيط الى الخليج، قد وطّنوا حياتهم في خدمة
أعداء الامة، فملأوها بالعمالة لهم، وبالمؤامرات فيما بينهم وما دونهم، ولو قدروا
على ما فوقهم لفعلوا، ولكن هيهات انى للقزم أن يصبح عملاقا.
كانت تسمى قديما تسمّى مجموعة امارات بساحل عمان حيث
كانت تابعة تاريخيا وجغرافيا لعمان، سيطر عليها ردحا من الدهر المستعمرون
البرتغاليون ثم الت الى بريطانيا في منتصف القرن التاسع عشر، وتحديدا سنة 1853، حيث تم توقيع المرحلة الأولى
من اتفاقية شاملة مع البريطانيين،
لإعادة السلام البحري
- حسب زعمهم- والتخلص من النزاعات القبلية الناشبة من حين لأخر
بين قبائل الساحل العماني، مقابل اتفاق بعدم التدخل في الشؤون الداخلية
لمختلف الإمارات، وقد تمت مراجعة شروط هذه الهدنة، على مدى الثلاثين
سنة التالية، الأمر الذي أدى إلى توافق نسبي بين زعماء القبائل، الذين كانوا
يتطلعون إلى إقامة الإمارات المتصالحة، وفي سنة
1892، تم تعديل الهدنة
الأبدية، وأصبحت الإمارات المتصالحة، خاضعة لحماية الحكومة البريطانية،
بما في ذلك الشؤون الخارجية والدفاع، وقد استمر الاستعمار
البريطاني في الإمارات، قرابة المئة والخمسين
عاما، ليتحول الى حالة أخرى عام. 1971
منحت بريطانيا استقلالا مشروطا للإمارات، قد روعيت فيه مصالحها،
مع بقائها تحت حمايتها، وتظاهرات يوم اعلان استقلالها بالخروج من قواعدها، لكنها
واقعا بقيت في تلك القواعد تظاهرا بدور الحامي لها من التهديدات الخارجية، وحتى التدخل
لقمع أي حركة شعبية معارضة إن وجدت، وقواعدها كالاتي:
قاعدة الشارقة وقد عقدت اتفاقيتها مع شيخ الشارقة سلطان صقر.
قاعدة ابو ظبي وعقدت اتفاقيتها مع شيخ ابو ظبي شخبوط بن سلطان
بن زايد.
اتفاقية بناء مطار في كلبا، ابرمتها بريطانيا مع الشيخ سعيد بن
حمد.
اتفاقية مطار دبي ابرمت مع الشيخ سعيد بن مكتوم.
وتتمتع القوات الأميركية هناك، بعناصر مختلفة من التسهيلات
العسكرية، في عدد من المواقع الإماراتية، كقاعدة الظافرة الجوية بأبو ظبي، ومطار
الفجيرة الدولي، وعدد من الموانئ البحرية، كميناء زايد، ومينائي رشيد، وجبل علي
بدبي، وميناء الفجيرة.
يتواجد في الإمارات حوالي 500 عسكري أميركي - واعتقد أن العدد
أكبر بكثير نظرا للكطبع التآمري الذي عليه حكام الامارات – بكامل اعتدتهم، وكانت
فرنسا قد افتتحت قاعدة عسكرية لها في أبو ظبي العاصمة سنة 2009، ضمن خطة لم تكتمل
للانتشار العسكري في الخليج، وتعتبر تلك القاعدة هي الأولى لفرنسا خارج أفريقيا،
التي يوجد لباريس فيها وجود عسكري ضخم
وكان الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح قد منح شركة (موانئ دبي
العالمية) في عام 2008 حق إدارة ميناء عدن، وموانئ أخرى، لمائة عام قادمة، لكن
بعد الثورة اليمنية وخلع صالح، قرر مجلس إدارة مؤسسة خليج عدن، إلغاء اتفاقية
تأجير ميناء عدن لشركة (موانئ دبي)، باعتبارها مجحفة بحق اليمن، وان ابرام تلك
الصفقة لم يكن نزيها.
كانت حجة إلغاء الاتفاقية
منطقية: إذ كيف تقوم الامارات بتطوير وإدارة ميناء، يعتبر أحد اكبر منافسي موانئها،
إلا إن كانت ستستحوذ عليه، وتبطئ من إيقاع ووتيرة العمل به، ضماناً لتفوق موانيها،
ولم يطل الامر بإلغاء الاتفاقية، حيث عادت الامارات من جديد، بثوبها العدواني
الوقح، وانخرطت في عاصفة النظام السعودي، شريكة معه في جرائمه، وفي نفس الوقت منافسة
له على يرجوه من هيمنة على مقدرات اليمن الباطنية، وخصوصا استغلال موانئه التي
أخرجت منها، بعد ان وضعت يدها على موانئ القرن الافريقي (بربرة - الصومال) (عصب - ايريتريا)
وميناء (جيبوتي)، لتعود الإمارات مجدداً لميناء (عدن)، تحت غطاء (إعادة الشرعية)
وأي مسخرة يريدون اعادتها، وفرضها على شعب رفضها بكل مكوناته.
واليوم بعد مرور ثلاث سنوات من العدوان السافر، أصبحت الإمارات تسيطر
على موانئ جنوب اليمن، من (المكلاّ) شرقاً وحتى (عدن) غرباً، إلى الموانئ الغربية
للبلاد، فيما تستمر المساعي عسكريا، للسيطرة على مينائي (المخا) و(الحُديدة).
لم يكن صعبا على أي منصف، ان يكتشف مخططات الامارات،
طالما لم تشمله باقة العطف الاماراتي السخيّة، حيث لا أعتقد أن عاقلا ما، يؤمن بأن
ما يجري على ارض اليمن، هو في مصلحة اليمنيين، بل العكس تماما، فأطماع العابثين
باليمن، تريد ارجاعه الى مربع العمالة والتبعية الاول، الذي خرج منه بثورته التي
يراد اجهاضها، ولا اعتقد أن هؤلاء المعتدين سيفلحون يوما في ما أرادوه.
صعاليك هؤلاء الامراء أولا واخيرا، تاريخهم وحاضرهم
يثبتان ذلك، ووصمة عار في جبين شعوبهم، وهذه الحالة تريح ادارتهم الغربية (امريكا
بريطانيا وفرنسا)، وتجعلهم يطمئنون على مصالحهم ومشاريعهم اطمئنانا تاما، كما
المثل: اسمعت لو ناديت حيا لكن لا حياة لمن تنادي، وهي مضمونة بشعوب خاضعة خانعة
ذليلة بلا ارادة، وأمراء وصلوا بصعلكتهم حد الفضيحة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire