بين مفوضية الامم المتحدة لحقوق الانسان، والصليب
الاحمر الدولي في هذه الايام، تناغم في تصريحات الناطقين باسمهما، تصب جميعها في
حملة المغالطات التي بداها الغرب - وهاتين المنظمتين من صنعه وادواته – منذ بدأ في
تنفيذ مؤامرته على سوريا، فبعد ان ضاقت مساحة قضم الشام وتخريبها، على الارهاب
الدولي المتعدد الجنسيات، التي بدأت في التمدد سنة 2011 اصبحت هذه الايام
انفاسهم معدودة، في مناطق محصورة يصعب عليهم ان يخرجوا منها بالقوة، أو يعيدوا كرة
انتشارهم من جديد، وبالتالي اوشكت مؤامرتهم على ( التراق) وقد رآها الغرب في
حشرجتها الأخيرة، لم يجد بدا من القيام بعملية انقاذ لعله يبقي على وضع عسكري
متراوح في الغوطة تضمن له هدنة دائمة تبقي على أمل اسقاط دمشق انطلاقا منها، لكن
هيهات أن يرى الارهاب المتبقي فيها بصيص أمل يعطيهم حق البقاء، فالجيش العربي
السوري وحلفاؤه، لم يصلوا الى هذه النتائج ضد الارهاب، الا بعد خاضوا معارك شرسة
بيقين الواثق بالنصر، وقيادتهم لن تتراجع عن استكمال بسط نفوذهم على جميع المناطق
التي دخلها اعداء الانسانية.
مفوضية حقوق الانسان فتحت عينها الغربية
المتآمرة، مستأنسة بتقارير مضللة لأصحاب الخوذ البيضاء التابعين للأمم المتحدة،
ومغالطاتهم المتكررة بشأن الاوضاع في مناطق وجودهم وتحركهم، بما يتماشى مع رغبة
الغرب، في بلوغ الغاية من وكلائه في الغوطة الشرقية، وبقية المناطق التي لا يزال الارهاب
محاصرا فيها.
لقد كشفت
منظمة (أطباء سويديون لحقوق الإنسان (SWEDRHR خداع
ما يسمى بـ(الخوذ البيضاء): من يسمّون أنفسهم منقذين وطوعيين، لم
ينقذوا الأطفال السوريين بل على العكس، قاموا بقتلهم، لأجل تصوير مقاطع إعلامية قريبة
لتصديق دعاويهم الكاذبة، فبعد أن قامت المنظمة المذكورة بتدقيق
المقاطع المسجلة، التي تظهر معاناة أطفال سوريين نتيجة (هجوم كيميائي مفترض)، توصل
الخبراء السويديون إلى أن المنقذين ( الخوذ البيضاء) قاموا بحقن الطفل ب(الأدرينالين)
في منطقة القلب، بواسطة حقنة ذات إبرة طويلة، مع العلم أن الإسعاف الأولي لمصابي
الهجوم الكيميائي لا يتم بتلك الطريقة.
وورقة
اتهام الجيش السوري باستخدام الغاز الكيماوي، لا تزال تنتقل بين ايدي امريكا
وحلفائها الغربيين، الذين يبحثون لها عن طريق يركّب الادانة، ولو بلغت نسبة الوهم
فيها 99% ، فلم يعد للمتآمرين مجال للعب أوسع نطاقا، مثلما كان الامر من قبل.
اصوات
الاستنكار والتحريض هذه المرة كما في كل مرة، صدرت من بريطانيا وفرنسا وأمريكا،
رأس الحربة في المؤامرة على سوريا، ما دفعها بعد التحريض الى تقديم مشروع قرار في
مجلس الامن ، بطالب بوقف القتال في الغوطة، وقد اجهضه الروس بفيتو في جلسة التصويت
له.
ويبدو
أن التباكي الآتي من غوطة دمشق، بلغ الارهابي اللبناني سمير جعجع - وهي ليست بعيدة
عنه وارهابيوها اخوانه في الاجرام، فلم يتمالك عن رفع عقيرته هو الآخر بالصياح،
مطالبا بتدخل عسكري لفائدة أدوات رؤسائه الغربيين، وهو وكيلهم المعتمد في لبنان.
وعبّرت
ممثلة وزارة الخارجية الامريكية (هيذر نويرت Heather
Nauert ) بقولها: (الولايات المتحدة قلقة جدا بسبب
الوضع قرب دمشق في الغوطة الشرقية، وفقا للأنباء التي تردنا)
وجاء
في تعابير بريطانية، أن الغوطة أصبحت منطقة موت، وان قصف المدنيين لا يمنع الارهاب،
ولم يتخلف صوت فرنسا عن سابقيه، فقد تداخلت الاصوات الصارخة بالنّاحبة الى التمازج،
في ايصال فكرة لم تعد تنطلي على المطلعين حقيقة، على ما جرى في سوريا وما حلب عما
يحاولون تهويله ببعيدة.
وقد ردّ الناطق
الرسمي باسم الرئاسة الروسية (دميتري بيسكوفDmitry Peskov ) على ذلك التباكي والصراخ بالقول: إن المسئولية عن الوضع في
الغوطة الشرقية يتحملها من يدعم الإرهابيين، الذين ما زالوا متواجدين هناك حتى
الآن. وروسيا وسوريا وإيران ليست ضمن هذه المجموعة، إذ تخوض هي بالذات صراعا بريا
صعبا ضد الإرهابيين في سوريا.
تناغم
في الفعل ورد الفعل، يحكي تلازما في مسار غربي صهيوني، مصرّ على الحاق أكبر قدر
ممكن من الضرر بسوريا شعبا وارضا ونظاما، قد انكشف منذ مدة ولم يعد بإمكانه أن
يستعمل لغة الثورة الوهمية، بعد ان ظهرت على المؤامرة بصمات الصهاينة الواضحة، في
امداد الارهابيين بمختلف انواع الاسلحة، ومعالجة أعداد كبيرة من جرحاهم.
وطنيو
سوريا اجتمعوا وراء جيشهم وقيادتهم، يدا واحدة ضد استهداف بلادهم، نتيجة اصرارها
على اختيار عزة البقاء في محور مقاومة العدو الصهيوني، فهي العقبة الوحيدة التي
بقيت صامدة أمام مخطط الشرق الاوسط الجديد الذي تريد امريكا والغرب جعل الكيان
الصهيوني متحكما فيه، وقوة ضاربة ينحني ويخضع لها الجميع، هذا الاجتماع الذي نشهده
هذه الفترة من الزمن، سيكون له الاثر في تحقيق النصر النهائي على الارهاب وحلفائه.
وكلما
اقترب الجيش العربي السوري وحلفاءه من انهاء مؤامرة الغرب، وقطع دابر عملاء وحلفاء
الصهاينة، كلما ارتفع منسوب الشكوى والانين في الطرف المقابل، وموعد مأتمهم قريب
بحول الله تعالى.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire