lundi 26 février 2018

اعتراف من العيار الثقيل




في مقابلة تلفزية لمحطة
LCP، القناة البرلمانية الفرنسية، صرح وزير الخارجية الفرنسي (رولان دوماس)، بما خفي عن كثير من العرب والمسلمين، لعل الذي اخفياه عنهم هما، عدم قدرتهم على الخروج من قمقم الانتماء المذهبي والسياسي، الذين حالا دون اقرارهم بحقيقة ما جرى في سوريا، ولا تزال فصوله تجري على أرضها، فتكا بالمدنيين الأبرياء، ودمارا بممتلكاتهم، وعبثا بخياراتهم العقائدية والسياسية، حربا خبيثة المقاصد، انتهكت جميع المعاهدات والاتفاقات الدولية، محوّلة بلد أقدم الحضارات على وجه الارض، الى مرتع لعصابات الارهاب المؤسسة بإيعاز غربي.
لقد صرح الوزير الفرنسي السابق، انه عندما كان في زيارة رسمية الى بريطانيا، التقى بعدد من المسؤولين البريطانيين وبعضهم أصدقاءه، أخبروه بان يقع التحضير لشيء ما في سوريا، وطلبوا منه أن يمارس من موقعه، الضغط على الجانب الفرنسي للمشاركة في ذلك الاعداد، لكنه رفض عرضهم، ولم يوله ما أولاه المسؤولون البريطانيون، الذين انخرطوا في الحرب على سوريا، بكل ثقلهم الاستخباري والتنظيمي.
لقد كان يمتلك مقدارا من الانسانية والصدق، أهّلاه لينطق بما لا يزال يتجاهله عرب العمالة، وأحزاب وحكومات النفاق الديني والسياسي، فعبّر عن وضع لم يتقبله كمسؤول سياسي لبلد غربي، يمتلك حق الفيتو في مجلس الامن الدولي، وله شيء من الاستقلالية في قراراته عن بريطانيا، التي ينظر اليها الفرنسيون بعين فيها شيء من الازدراء.
من أهم ما قاله الوزير، ان العملية الجارية في سورية معقدة، تم التخطيط لها من بعيد، بهدف تدمير سوريا.
ولما سأله مقدم البرنامج متعجبا: لأي هدف؟
قال: الهدف بسيط وهو تدمير سوريا، باعتبارها معادية للكيان الصهيوني، وتشكل حلقة هامة في جبهة مقاومة العدو الصهيوني، وكل من صنف على هذا الاساس سيتعرض للمهاجمة والاعتداء. 
وقد عمل اللوبي الصهيوني على الاضرار ب(رولان دوماس)، فلفقوا له تهم الاختلاس وتلقي الرشاوى، وحاولوا ادانته، الا انه اثبت راءته مما نسب اليه، بعد سجالات قضائية  متعددة، ثم انه بعد ان خلص منها، قام برفع دعوى ضد رئيسه ( نيكولا ساركوزي)، واعضاء حلف الناتو، بتهمة قتل المدنيين، وتدمير البنية التحتية لليبيا.
هذا الفيديو يسجل افادة تاريخية لرجل سياسة فرنسي حر، رفض التآمر على شعوب، كانت بلاده قد الحقت ايما ضرر بسوريا، بعد اتفاقية سايكس بيكو واحتلالها لها، فلم يرضى أن ينخرط فيما اعتمدته بريطانيا وامريكا كسياسة عدائية لسوريا ومحور المقاومة، نقدمه دليلا لمن لا يزال يرى فيما يجري في سوريا ثورة، لعله يثوب الى رشده وينهي ادعاء من ادعى الوقوف الى جانب الشعب السوري بينما هو في الواقع في خندق اعدائه يامل في اسقاط نظام قال لا للتطبيع مع الكيان الصهيوني بأي شكل ولو كان بسيطا.
اذا الحرب التي يخوضها التحالف الدولي، هي بالأساس في صالح الكيان الصهيوني، وتهدف الى انهاء النظام السوري، واستبداله بنظام عميل، يقبل اجراء اتفاق سلام مع العدو، كما فعل ذلك النظام المصري والاردني.
لقد بيّن الوزير الفرنسي دوماس بكل بساطة، ما خفي غت البعض وتعامى عنه البعض الاخر، ولم يبقى على هؤلاء سوى الانتباه لما يجري، لأنه مؤامرة غربية وكيد صهيوني، ومراجعة مواقفهم قبل أن يجدوا أنفسهم في خانة المتآمرين، ولا صمت بعد ذلك، لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس.  

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire