lundi 26 février 2018

وتبقى ايران الاسلامية وفيّة للقضية الفلسطينية




منذ ان اعلنها الامام الخميني رضوان الله عليه قضيته المركزية، ودعا شعبه المسلم الى تبنيها، والعمل في اطارها، وعلى اساس استراتيجية تحريرها، بدا العد العكسي لتخليص فلسطين من الغدة السرطانية الكيان الصهيوني، فتأسست فصائل المقاومة في لبنان وفلسطين، من وحي الثورة الاسلامية في ايران، واثارها الثقافية، ومقالاتها التي تصب كلها في خانة الاسلام المحمدي الاصيل، ونصرة مستضعفي العالم، بقطع النظر عن عقائدهم.
وباعتبار ان صناعة الكيان الصهيوني متعلقة بالغرب، وزعيمتيه عجوز الاستعمار بريطانيا وربيبتها امريكا، فانهما بمعية حلفائهما، باشروا نشر حملة تشكيك في صدق نوايا ايران، بشان مشاريعها الاسلامية التي أعلنتها، والهادفة لمصلحة المسلمين، وتخليصهم من هيمنة القوى الاستكبارية الغربية، ومذلة التفوق الصهيوني، واحتلال مقدساتنا في فلسطين، فحركت اذنابها في البلاد العربية والاسلامية، من اجل وضع حاجز بينها وبين اخوتها في الاسلام العظيم، وتعطيل التفاعل الايجابي معها، وكان لذلك المسعى الخبيث أثر سلبي في بطئ تفاعل الشعوب مع مشروع التحرير الكبير، بما أحيط من دعايات مغرضة وقلب حقائق.
لكن القيادة الايرانية لم تيأس من تحقيق هدفها المنشود، في رؤية فلسطين حرة من قيدها الصهيوني الخبيث، طالما انها اخلصت نواياها لله سبحانه وتعالى، فتوجهت اليه ورغبت فيما عنده وعملت بمقتضاه، مؤمنة بانها رغم تضحياتها الجسام، وصعوبة الوصول الى هدفها، سوف يأتيها المدد والتوفيق والنصر، ولم يتأخر التأييد والتسديد الالهي عن قوم سلمان المحمدي، فذلك وعده الذي وعده للامة الاسلامية منذ اول نشوئها، بان الايمان سيناله رجال من فارس.
وبمباشرة ايران الاسلام بناء مشروع المقاومة لكبح التمدد الصهيوني، بدأ عهد جديد من مقاومته، بالجدّية التي يجب أن تكون، غير من مقالة الجيش الذي لا يقهر، وحوله الى مجرد جيش عادي، لا يملك من القوة ما يجعله يتفوق على غيره، بغير الدعاية المبالغ فيها، وعقلية عربية مستسلمة لإرادة الغرب، لم ترتقي الى ازالة الوهم الصهيوني، ومواجهته بلا عقد بإيمان راسخ، بان الاسلام منتصر ومعه المسلمون.
بظهور جبهة المقاومة في لبنان، وخوضها اشرس المعارك مع قوات الاحتلال الصهيوني، وتحقيقها انتصارين في 2000 و2006،  وبظهور جبهة المقاومة في فلسطين وتصديها لعدوانين شرسين على قطاع غزة ثبت مشروع ايران الاسلامية في تحرير فلسطين من طريق وحيد وهو طريق المقاومة فما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة، وبالمقابل ثبت عقم المفاوضات، وفشل حل الدولتين التي رعاها الغرب بزعامة امريكا، ولم تقدم للشعب الفلسطيني سوى مزيد من الذل في تعامل السلطة الفلسطينية، التي لم تقطع مع الاحتلال في مجال التعامل الامني، وقضم صهيوني متواصل للأراضي الفلسطينية، لبناء مزيد من المستوطنات.
وأخيرا بدأت الحقائق تظهر واذا بالشعب الفلسطيني ومقاومته يجدان نفسيهما في وضع منفرد عن بقية الدول العربية التي لم يبقى لها ما تقدمه لهما سوى شيء من التعاطف والتأييد المعنوي الذي لا يغيّر شيئا من واقعه المأسوي، وإذا ايران الاسلامية وحدها الى جانبهم بمخططها الذي ارادته في المقاومة، وقد ثبت يقينا لفلسطين شعبا ومقاومة، صدقها نحو اخوتها، جعلهم رقما هاما في معادلة المواجهة والتحرير، فعبروا اكثر من مرة على جزيل شكرهم وامتنانهم بما قدمته من واجب، دفعا للقضية الفلسطينية قدما، نحو تحقيق الانجاز المنشود، وهو تحرير الاراضي المحتلة، وتخليصها من أبشع احتلال عرفته البشرية.
وقد جاءت تصريحات (يحي السنوار) القائد العام لحركة حماس، متضمنة اعترافا واضحا لا غبار عليه، بالدور الاسلامي الايراني في دعم المقاومة الفلسطينية منذ أن أنشأت، تدرج في نسق متصاعد، لتزداد قوة وثباتا، بتواصل اللواء قاسم سليماني بفصائل المقاومة الفلسطينية وإعلانه الصريح بأن الحرس الثوري الايراني، على استعداد لوضع كافة امكانياته في خدمة المقاومة، حتى تحقيق النصر على عدو صهيوني، ثبت أنه لا يفهم لغة أخرى غير القوة.
وفي المقابل تعرّت عورة المطبعين مع العدو الصهيوني، سواء كانوا حكومات او مؤسسات،  فإذا هم مصطفّين الى جانبه، معبّرين كل بحسب مساهمته في خذلان شعب شقيق، تكالب عليه جميع اعدائه، حتى اولئك الذين اعتقد انهم من بني جنسه ودينه، تركوه وحيدا، الا ما رحم ربي من أحرار، لا تعدمها شعوبنا العربية.
عقلية معاداة ايران لا يبقى على أثرها وفي حظوظها سوى من خبثت سريرته وتلوث عقله بالدعاية الغربية الصهيونية، ويكفي هؤلاء سقوطا، أنهم ماضون في خدمة مؤامرتهما، في تفريق الامة، والحيلولة بينها وبين أهدافها، وهذا ما يجب علينا كسر جبهته، بفرض مشاريع قوانين تجرّم التطبيع مع العدو الصهيوني، وهذا اضعف الايمان، تجاه اخواننا الفلسطينيين.     


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire