في مشهد تمثيلي طغى عليه الغباء والإستغباء، تكرر
مرارا في سوريا، كلما ضاقت السبل بالإرهاب ومروجيه، تفنن اعلام التبعية والعار، في
اظاهر الجيش السوري وحلفائه بمظهر الارهاب القاتل للمدنيين، بينما هو في الحقيقة
محارب له، وقد بدأ في استئصاله من على الاراضي السورية، ونجح خلال سنتين الاخيرتين
في حصره بقيّته، في بؤر محصورة محكوم عليها عسكريا بالفناء.
هذا الاعلام الرخيص، الواقف اليوم مع الباطل
بدعاويه، ومع الوهم بترّهاته، لا يجد غضاضة في تصرّفه المنحرف، وهو في نفس الوقت
يصم أذنه، ويشيح بنظره عن مأساة شعب حقيقية، موافقة لسياسة الاستكبار والصهيونية -
عدوّي الاسلام والمسلمين - التي أملت على الاعراب الاشد كفرا ونفاقا، شن حرب ضروس،
على شعب رفض التبعية، وقرر الابتعاد عن سياسة رديئة، خاضعة متملقة، بائعة لقسم من
أراضيه، ( نجران جيزان عسيران)، وخوض ثورة صادقة في شعاراتها وأهدافها، من شأنها
أن تعيد اليمن الى مجده، وتقطع دابر العابثين به.
إعلام يرى الوهم فيسوّقه على أنه حقيقة ويغضّ
الطّرف عن حرب إبادة شعب يمني مظلوم فيصمت على ما يجري هناك من قصف متواصل
للمدنيين، نشارف الشهر المقبل على تمام الثلاث سنوات، من دمار بناه التحتية،
بمدارسها ومشافيها ومؤسساتها ومساجدها وأحيائها، بما فيها من بشر وحيوان وشجر، حتى
كأنهم يريدون طمس معالم اليمن كلها، تاريخا وحاضرا ومستقبلا.
تحالف الاجرام العربي الجاهلي، يستبيح هؤلاء
الابرياء، فلا قيمة لهم لديه، ثم يغري بالمال الفاسد، طغم وطواقم الاعلام العربي،
على التحريض ضد سوريا، جيشا أبيّا باسلا، ونظاما رفض الاستسلام للعدو الصهيوني،
وبقي وفيا لقضية فلسطين، لم ينفصل عنها قيد انملة، وكان على مدى تاريخه، المأوى
لفصائل شعبه المقاوم.
المشاهد المأسوية الحقيقية للشعبين السوري
واليمني تمرّ كأنها حلم مراهق بلا اثر، ويصنّف جعار من جعر من ضباع الارهاب، على
انه انتهاك صريح لحقوق الانسان، يجب أن يؤخذ كذريعة، لإدانة الجيش العربي السوري
وحلفاءه على الجبهة السورية، وادانة انصار الله وحلفاءهم على الجبهة اليمنية، فلا
اطفال الشعب السوري، المعرضون يوميا لإرهاب الجماعات التكفيرية المسلحة، التي عادة
ما تلجأ الى اتخاذهم مع ذويهم دروعا بشرية، يحتمون بها من صولات رجال الله، ولا
أطفال اليمن المظلوم الذين يعيشون تحت قصف طائرات الجبن والغدر، بصواريخها الامريكية
والبريطانية والصهيونية الفتاكة، يجدون من اعلام الخزي والعار والمذلة والسقوط،
قلما أو صوتا ينطق ببنت شفة حق.
شهادة الزور الاعلامي ليست جديدة، فكما نشأ
اعلامنا كلبا مطيعا لأنظمة التبعية والعمالة والفساد، سيبقى كذلك لأن ما بالطبع لا
يتطبّع، ومن كان على تلك النشأة والعادة، فلا يتوقع منه، غير ما فيه من صدأ تاريخه
الملوث بالعار والشّنار، فبئس الطبع وبئس الصاحب.
شعب سوري تشهد بلاده دمارا فاق دمار الحرب
العالمية الثانية، وتشرّد ملايين من ابنائه في الداخل والخارج، وقتل أطفاله ونسائه
وأحراره، وتدني معيشته، وشعب يمني تشهد بلاده انتهاكا لم يعرف من قبل عدوان مثله،
يعاد تدمير المدمّر فيه، فتقتل أسر بأكملها وتنهدّ عليها بيوتها البسيطة، أو تقصف
سيارات نقلها فتحترق بمن فيها، في صور ومشاهد تقشعر منها الابدان، وترتجف لها
القلوب الحيّة، وتتضامن لأجلها الانفس المحترمة، شعب تتهدده اليوم آفات ثلاثة:
-
آفة القصف بصواريخ الطائرات المتعددة
الجنسيات ومنها الصهيونية
-
آفة المجاعة التي باتت على أبواب كل بيت يمني
بسبب الحصار الجائر المطبق على ميناء الحديدة أهم الموانئ اليمنية.
-
آفة الاوبئة التي حلّت بارض اليمن، ومنها
وباء الكوليرا، الذي فتك بألاف الارواح، وسيتضاعف ذلك العدد اضعافا، في صورة بقاء
هذا المجتمع الدولي جامدا، لا يحرك ساكنا ازاء ما يجري هناك، من اعتداء صارخ على
المدنيين.
الموقف المشرّف الوحيد الذي أفق له احتراما
وأثمّنه، في كلتا الحالتين السورية واليمنية، هو موقف ايران الاسلامية، التي اثبتت
مبدئيتها فيهما، ووقوفها الى جانب قضايا الشعوب المحقة، غير عابئة بما يروّجه
أعداؤها من دعايات مغرضة ومظللة، وهي اليوم شريكة في قطع دابر الارهاب في سوريا
والعراق، ومتضامنة مع قضية الشعب اليمني العادلة، في وقف العدوان السافر عليه، فهي
صواته الذي لم يهدأ في إظهار مظلوميته الى يوم نصره.
لقد احزنني اليوم بعمق مشهد طفل يمني، يبدو
أنه هو الاخر جريح، يخاطب أخاه الميت بجانبه، في مشهد تتفطر منه القلوب أسا وحزنا،
ويتحسر له كل حر يتمنى أن تنتهي هذه المظلمة، ويتمكن أهلنا في اليمن وسوريا، أن
يتخلصوا من العدوان والارهاب المتحالفين عليهم، وسينتهي العدوان حتما، وسيفشل
المعتدون مهما أجمعوا من أمرهم، فعاقبة الظلم دائما الخسران المبين، وسينصر الله
المظلوم ولو بعد حين.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire