dimanche 12 août 2018

لن تعدم العراق من أحرارها



بدا رئيس وزراء العراق حيدر العبادي شاذا في ما صرح به، بشان رفض العقوبات الامريكية الجديدة على إيران من جانب، والتزامه بها من جانب اخر، كانه بذلك يذكرنا بمقالة الشاعر الفرزدق، حين سأله الإمام الحسين عليه السلام وهو قادم من الكوفة: ما حال اهل الكوفة؟ فقال: قلوبهم معك وسيوفهم عليك.
كلام يتضمن خبثا سياسيا، وخطابا من دبلوماسية الخوف والطمع، يحاول فيه أن يكون رقما أمريكيا في النظام العراقي يصعب تغييره.
ولم يتأخر الردّ على هذه السفسطة، فجاء بألسنة حقّ حداد، سلقت شخص العبادي وتصريحه الوضيع، داحضة رؤيته ووجهة نظره السياسية المتهافتة، في طلب ودّ الرئيس الامريكي الأحمق ترامب، العدوّ الحقيقي لإيران والعراق.
صوت العراق ظهر كما يجب أن يكون، أمام هذا السقوط الغريب، وعبّر عن موقف شعبي وحزبي وحركات مقاومة، وشخصيات ضارب عروق أصالتها، والتزامها المبدئي والاخلاقي تجاه بلد جارة، قدمت للعراق كله، إمكاناتها ودماء ابنائها - من أجل مساعدته على التخلص من خطر داعش - بقدر ما كال لها من أضرار وخسائر، في حرب ظالمة سلطها عليه ثماني سنوات.. فلم تقم لذلك وزنا، ولا أعارته اهتماما، مراعاة للتسامح الاسلامي، وحقوق الجيرة والأخوة.
إيران ليست بحاجة الى مساعدة من احد، في مواجهتها الحالية والمصيرية مع أمريكا الشيطان الاكبر في هذا العالم، وهي المعتمدة في شانها كله على الله، فقط ما تريده إيران أن تكفّ الألسن الخبيثة، والعقول المتعفنة بسياسة النفاق عن إيذائها، وأن تنأى بعيدا عنها، ولا تصبح رقما وهميا في مقابلها، إلى جانب اعدائها، يقوّي ويدعم تحرشاتهم، ويزيد من منسوب جولة الباطل ضدّها.
إيران وكبادرة حسن نية سكتت، ولم تطالب الى اليوم بتعويضات أضرار الحرب، التي اكتوت بها من النظام العراقي السابق، والتي اعطاها قرار أممي ذلك الحق، وهي بمئات مليارات الدولارات، إيران اليوم في أمس الحاجة إليها، وإذا كان العبادي جادا فيما قاله، فلعمل على إرجاع هذه الأموال المستحقة لإيران، وبعدها ليفعل ما بدا له، وإيران لا تنتظر منه شيئا.
وإن شطّت بالصائدين في مستنقع العراق العكر سفن النّوى، فليبحثوا في منابع الحرس الثوري الايراني برّ الأمان، ولو تنبّهوا عندما كانوا نياما الى دور اللواء قاسم سليماني في القضاء على الارهاب لكفاهم عبثا، ولو نظروا فيما قدّمه حزب الله اللبناني، من أجل تطهير العراق من الارهاب التكفيري، الذي أكل ثلاث محافظات عراقية، ووصل الى تخوم العاصمة بغداد، وكان يستعد لإسقاطها، لاسترجعوا ذميم قولهم، نسأل الله للغافلين منهم العفو فيما اقترفوه بحق أيران الاسلام.
كل العراق اليوم في امتحان اثبات اصالته ووفائه، والتزامه بمبادئ الاسلام، وما يستوجبه من حقوق أكيدة تجاه ايران الاسلامية، وأعتقد أنه سيكون عند حسن ظننا جميعا، وسيمحو خطيئة العبادي ومن تبعه، على إجحافهم بحقّ، كان من المفترض أن يكون مقدّما على أيّ حق أخر.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire