jeudi 3 mai 2018

عندما يسقط العجل المغربي في حفرة السّامريّ






لم تنقطع الحرب السياسية والاقتصادية على الجمهورية الاسلامية الايرانية، منذ ان قطعت دابر الاستكبار الامريكي البريطاني الصهيوني من طهران الى اليوم، فبدا التحريض عليها بعد طرد السفارة الصهيونية من طهران، مباشرة بعد انتصار الثورة الاسلامية، وقيام نظام اسلامي باختيار شعبي حطم كل التوقعات، واعلان مقر السفارة  الصهيونية، سفارة لدولة فلسطين ، في اجراء ثوري اسلامي، لم تجرؤ عليه واحدة من الانظمة التي تعتبر أنفسها إسلامية، وعبر ذلك عن مصداق هدف مهم، من اهداف الثورة الاسلامية ، في مناصرة القضية الفلسطينية المهضومة الجانب - من طرف أدعياء أهلها- بكل الوسائل وبكافة السبل، ثم تلا ذلك  احتجاز طاقم السفارة الامريكية   من طرف الطلبة الايرانيين الثوريين، والذي كان يعدّ اكبر وكر تجسس في المنطقة، والمورط في مؤامرات خطيرة استهدفت مستقبل ايران، وطبيعة موقعها الاسلامي، الذي اريد له ان يكون قبل الثورة الاسلامية، مناقضا لتوجهها الطبيعي، في ان يكون في خدمة الاسلام والمسلمين، وليس في خدمة اعدائه ، ومن اجل ذلك الهدف السامي، قامت ثورة شعبية عارمة بقيادة علمائية حكيمة، لم يستطع وكر الجاسوسية الامريكي بمعية بريطانيا، فعل شيء يفشلها ويعيد ايران الى مربعها الاول، من التبعية والخضوع للغرب.
شنّت على إيران إذا، حرب دعائية خبيثة ، وبعناوين بدت لغير المطلعين من الناس اسلامية  ظاهرا، لكنها ابعد ما تكون عنه، فهي استفزازية لمشاعر عامة المسلمين، ومشوشة عليهم وجهة الحق  التي يطلبونها، فقد قامت على سبيل المثال موريتانيا ، بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع ايران، واعتبارا لهذا الاجراء الظالم بحق ايران، علق الغرب عليه اعلاميا بالعنوان الذي تلاقفته وسائلنا الاعلامية العربية المكتوبة، تحت عنوان الجمهورية الاسلامية الموريتانية، تقطع علاقاتها مع الجمهورية الاسلامية الايرانية، و تتابعت على ذلك الهضم والظلم دول اخرى منها تونس، ناسجة على منوالها، متعللة بتدخل ايران في شؤونها الداخلية،  مع ان ايران لم تفعل ذلك ابدا ، بدليل ان الذين التمسوا اسلوب الافتراء والكذب على ايران، لم يقدموا دليلا واحدا يثبت صدق دعواهم، وهو في حقيقته ، لا يعدو كونه مبررا نسجته قريحة عملاء التبعية لأمريكا والغرب، تزلّفا وتقربا، طلبا لرضا أولياء أمورهم، فيما خططوا له من عزل ايران عن محيطها الاسلامي، منعا لتفاعلهم معها وقطعا لجسور التوصل بها، ومن يدري فلعلّها مرحلة تستبعها أخرى، أكثر خطورة على شعوبنا، في افتعال الاختلافات الوهمية، واثارة الفتنة الطائفية، قد تذهب بآخر ريح لنا.
وقد كانت تونس في عهد بورقيبة، من بين الدول العربية سباقة الى  قطع علاقاتها مع ايران، بدعوى تدخلها في شؤونها الداخلية، بدعم حركة الاتجاه الاسلامي (حركة النهضة لاحقا)، ادعاء عار من الادلة الاثباتات، املته المؤامرة المحاكة ضد ايران خليجيا وامريكيا.
عجلة دوران هذا السلوب الرخيص اذا هدأت مدّة، فإن عدوتها الى الدوران مرتهن بأمر، أو بدفع من طرف غربي، أو صهيوني، أو عميل لهما، في مقابل تجدد المواقف الاسلامية الايرانية، واعلان واستمرار وقوفها الى جانب فصائل المقاومة الفلسطينية، ودعمها بما تحتاجه، وهي التي بقيت اليوم وحدها، على ساحة المواجهة مع العدو الصهيوني   
اليوم اقدم ملك المغرب على قطع علاقاته بايران الاسلامية، بذريعة تاييدها لقضية الصحراء وجبهة البوليزاريو، وهو ادعاء عار تماما عن الصحة، ويصب هو الاخر في ما تحرك من اجله نظام ال سعود.
واعتقد ان حملة مناصبة ايران، قد دشنها زنبور المغرب، بعد ان ورّط بلاده سابقا، بالمشاركة في العدوان الذي شنّه النظام السعودي على اليمن شعبا وارضا ومكتسبات، وقد اسقطت وسائل الدفاع اليمنية طائرة مغربية في بداية العدوان، دليلا ملموسا على تورط المغرب ومشاركته الاجرامية.
كذب سياسي واعلامي رخيص، تعرضت له ولا تزال تتعرض ايران الاسلام، مصدره اصبح واضحا، ومتناغما بين معسكر الغرب، بعملائه الذين يزدادون كل مرة رقما، حسب اطماع ساستهم، حيال جبهة مقاومة قامت وتنامت بفضل جهود ايران، وتميزت خصوصا بحربها الباشرة على الارهاب الوهابي التكفيري، وانتصاراتها الباهرة التي حققتها عليه في العراق وسوريا، ما دفع الغرب الى انتهاج سبيل الافتراء والكذب، باتهام ايران بما ليس في حساباتها، الادعاء المغربي، جاء على لسان وزير خارجيته، مفاده ان حزب الله في لبنان، يدعم جبهة (البوليزاريو) ماليا وتسليحيا، وقام بتدريب عدد من قواتها عسكريا، وعلى أساس ذلك، قام المغرب بقطع علاقاته الدبلوماسية مع ايران. 
سؤال يطرح للمليك المغربي ودبلوماسيته، الجزائر الشقيقة تأوي تنظيم جبهة (البوليزاريو)، وتدعمهم بالمال والسلاح، وتدربهم وتهيء لهم القواعد الخاصة، وتساند قضيتهم التحررية في جميع المحافل الدولية، ولو ان لحزب الله او لإيران واحدة فقط من هذه المواقف العملية، لاعتبر  بالمنطق المغربي، انتهاكا فظيعا لسيادته المزعومة على الصحراء الغربية، وموجبا لاتخاذ تدابير رادعة بشأنه، ومع ذلك لازم المغرب صمتا على ذلك، ولم يقطع علاقاته بالجزائر،  رغم الغصص التي تجرعها، من وقوفها المبدئي والقوي، الى جانب عدالة قضية الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
ومع تفنيد كل من حزب الله اللبناني وجبهة (البوليزاريو) ادعاءات المغرب بنفي وجود اي تعاون بينهما، وتأكيد حزب الله اللبناني (وليس الايراني) ان المغرب خضع لضغوط الثلاثي الامريكي الاسرائيلي السعودي، دفعته لقطع العلاقات مع ايران بهذا الادعاء السخيف، وهنا  يطرح سؤال مفاده: لماذا حشر المغرب ايران في ادعائه الكاذب، وهو يعلم يقينا استقلالية حزب الله في قرارته ومواقفه وعلاقاته عن مواقف ايران وسياساتها؟ وان كان هناك تطابق وتوافق في المواقف، فاعتبارا للمبادئ وليس التبعية.
ولا يبدو الجواب صعبا المنال، فما تهافت عليه النظام السعودي، من اجل ادانة ايران مهما كان الثمن، قد جمع حوله جملة من المغالطات الفاضحة، العارية تماما عن الصحة، والتي يعلمها العارف والجاهل على حد سواء، بإمكانه ان يفهم، ما يحاك في كواليس دبلوماسية النفاق والكذب ضد ايران، واعتقد ان ما لم يستطع هؤلاء العملاء بالأقدمية  تحصيله بالإخلاص والتفاني، في تنفيذ مؤامرات الغرب والصهيونية، لن ينالوه بالكذب والتلفيق، مهما جمعوا جموعهم الواهنة، عندما يجدّ الجدّ، وينال سامري الحجاز، جزاء ما كسبت ايديه وايدي ابائه واجداده.   
كان على ملك المغرب ان يقطع علاقاته بالجزائر الخاضن والممول الرئيس لجبهة البوليزاريو وانفصال الساقية الحمراء ووادي الذهب عن المغرب، عوض أن يتهم بذلك الابرياء، ويحكم عليهم ظلما وعدوانا بما لم يقترفوه.
ولكي لا يغتر احد بموقف سياسي من هذه الدول، نقول ان طابور الاصطفاف استجداء للمال السعودي الاماراتي، واغتناما لرضى رب هذه الانظمة، سيطول بانظمام دول اخرى اليه، طالما ان في ذلك الجانب من يدفع ومن يحفز ويشجع.. فبعد السودان وجيبوتي وجزر القمر، تفتقت سياسة المليك، فارسل وارده، وفي خلده نداء يا بشراي.. ولكن أنى للعملاء بشرى بما قدمت أيديهم من تآمر رخيص،   
وعلى من سياتي الدور بعد المغرب، خصوصا وعالمنا التعيس، يمر بسنوات الربيع العربي العجاف، ولا يؤمن جانب دول عربية اخرى أن تبيع ذممها رخيصة بالدّون هربا من مارد أزماتها الاقتصادية، لتقع في جبّ سيئات أعمالها، فينطبق عليها المثل القائل: من حفر جبّا لأخيه وقع فيه.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire