dimanche 13 mai 2018

إيران نظام وشعب كزبر الحديد




 هي حاملة المشروع الاسلامي الاصيل، وباعثة روح الأمل الحقيقي بقيامه بعد تأسيسه، حاربها أعداء الاسلام بمختلف أقنعتهم الزائفة، فما استطاعوا لها حيلة، وازدادت في مقابلهم قوة واصرارا، بينما ازدادوا شقوة وانكسارا، وهذا زمن سقوط أقنعتهم وهزيمتهم .
جاءت مصداقا للوحي والنبوة، حاملة مشروعها الاسلامي الطموح، ودون مقدمات، وفي منتهى الشفافية والوضوح، بدأت في بنائه لبنة لبنة، فلم يمهلها أعداها، بعدما تبين لهم جدّية ما اختارته وذهبت اليه، بفيضها الجماهيري العاشق للإسلام المحمدي الأصيل، بعد مخاض ثورة صعب، حف بالمخاطر الجمّة، والتضحيات الجسام، حاربوها عسكريا واقتصاديا وسياسيا ودعائيا، لم تسلم من معسكري العالم وقطبيه شرقيه وغربيه، ولا من اتباعهما مأدلجين وعملاء، ومع ذلك صمدت وثبتت، بوعي القيادة وحكمتها، ووفاء الجماهير ووحدتها، وبقيت على ما آمنت به دأئبة السعي نحو هدفها.
أسست من قبل مشروع مقاومة الاستكبار والصهيونية، وعملت على تقويته بيقين، منذ انتصار ثورتها وتأسيس نظامها الاسلامي، وكان ذلك السبب الذي اتخذه محور الشيطان واوليائه، مبررا للضغط عليها وحصارها، والعمل على الحاق أكبر قدر من الضرر بها، تعطيلا وإسقاطا.
وفي مقابل هذا التأسيس المبارك، سعى الاستكبار العالمي الى غرس دابة الارهاب التكفيري في المنطقة، ودفعها فيها بقوة، لتصبح الدابة التي بإمكانها كسر شوكة محور المقاومة، غير أن حسابات الغرب سقطت في الماء، وما كان ينتظره من نجاح مشروعه في المنطقة، قد أطفئت ناره الملتهبة، ويكاد الرماد يلف ما بقي من جمراته ليدفن بقاياها نهائيا.
قد يسأل من لم يتبين مقصدي عمّن أتحدث؟ والجواب في منتهى البساطة: إيران بلد سلمان المحمّدي، بلاد فارس وقومها، وعد الله الذي لا يتغير، منذ ان أنزل وحيه على نبيّه الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم، أن يتمّ بهم نور دينه، ويعلي بهم كلماته التامات، وينشر الايمان بسيرتهم المتطابقة مع الشريعة الاسلامية، وقد اختارهم على ذلك الأساس (وآخرين منهم لما يلحقوا بهم) (سورة الجمعة الآية 3) النبي صلى الله عليه وآله وسلم مشيرا الى سلمان(والله لو تعلق الايمان بالثريا لناله رجال من قوم هذا) (البخاري/ كتاب التفسير / باب تفسير سورة الجمعة الحديث4615)
ذلك أن إيران وهي في مختتم عقدها وجودها الرابع، قد أحسنت قراءة نوايا الغرب من مشروعه التّدميري، وأهدافه التي يريد الوصول اليها، فبادرت بالتحرك في مواجهته، معتمدة في حركتها التحررية على الله وحده، واستطاعت بحكمة قيادتها وحسن تدبيرها، نزع فتيله، وافشال أبعاده التي كان ينوي الوصول اليها، وهي المستهدفة بالتحديد في حساباته، وحسابات بقية دول تحالف الشر، والحاق أكبر قدر ممكن من الأذى بإيران.
فشل غربي ذريع في احتواء ايران داخليا وخارجيا وبكل الوسائل الشيطانية، قابلته مقاومة ايرانية واستماتة في المضي قدما نحو ما رسمته قيادتها من أهداف تصب كلها في صالح الاسلام المحمدي ولا شيء غيره، وفي أولوياتها مهمّتان أساسيتان، العمل على تحرير فلسطين وبناء جسور الوحدة الاسلامية، والتمهيد لها بنشر ثقافة الولاية والبراءة، لتميّز الجماهير الوليّ من العدوّ.
حجم التقدّم الذي حققته إيران حكومة وشعبا، بث الحيرة والرعب في انظمة التبعية والعمالة، فسارعت بما تملك من أموال شعوبها، مستجدية المنظومة الاستكبارية الغربية، بزعامة امريكا الشيطان الاكبر، للتصدّي لهذا التّميّز والعمل على انهائه والخلاص منه حتى لا تنتقل الصورة الصحيحة عن ايران لبقية الشعوب الاسلامية.
وجاء زمن خيلاء ترامب وغطرسته، بإلغاء التزام بلاده بمبدأ الاتفاق النووي، ما زاد من عربدة كيانه الصهيوني في أجواء سوريا - وهو الذي كان يرى نفسه الأقوى- وكان لا بد من ردّ على تلك الانتهاكات، التي لم تجد رادعا دوليا، بحيف مجلس الامن في استصدار قرار عادل، يدين العدو ويلزمه عدم تكراره، وجاءت ساعة الصفر، وتقرر البدء بأراضي الجولان المحتل، فصبت المقاومة على مواقع عسكرية حساسة صلية من الصواريخ المباركة، أصابت أهدافها بدقة، وخلّفت بكل تأكيد، خسائر يعرفها الكيان الصهيوني جيدا، وكانت في حد ذاتها رسالة غير مشفرة، الى أمريكا والكيان الصهيوني وحلفاؤهم، فهموها بما اشتملت عليه من نتائج، ودفعتهم الى التزام الصمت وطلب التهدئة.
وفيما اثلج هذا الردّ القويّ صدور قوم مؤمنين، أغاظ صدور قلوب مريضة، قد أعماها النفاق وقزّمتها العمالة، فلم تعد ترى من مصلحة تؤخذ بعين الاعتبار غير مصالح الغرب، باعتباره حاميا لكياناتها الفاسدة على جميع المستويات، فكشفت عن حقيقتها المخفيّة، وزيف ادعائها بمناصرة القضية الفلسطينية، وإذا هي والكيان الصهيوني في خندق واحد، في مواجهة ايران الاسلامية ومحور مقاومتها، (يدعو لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير).(سورة الحج الآية 13)
هو زمن سقوط الاقنعة وانكشاف السرائر، وزمن الوعد الالهي بنصر أوليائه وخذلان أعدائه، زمن معقّد على من لم يفهم كنهه، حيث لا تجدي الحسابات المادية وحدها، في غياب عامل أساسي، كان ولا يزال حاضرا في وجدان إيران قيادة وشعبا، رب السماوات والارض واهب العزو لعباده الصالحين. (من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور) (سورة فاطر الآية 10

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire