dimanche 7 octobre 2018

بين منطق ومنطق تبدو الحقيقة



كان اللقاء بين قائد الثورة الاسلامية السيد علي الخامنئي، وحشد من جماهير شعبه، الوفيّ لنهج الولاية الالهية متميّزا، خصوصا بعد الضربات الصاروخية الدقيقة والموفقة، التي أصابت مقتلا ودمارا مواقع الإرهاب بمن فيه، شرق الفرات بسوريا، ردّا على الاعتداء الغادر، الذي تعرض له الإستعراض الاحتفالي العسكري بالأهواز، بمناسبة أسبوع الدفاع المقدّس.
لقاء قدّم صورة أخرى مشرقة للعلاقة بين القائد وأهل ولايته، تجلّى فيها الحضور المميّز، وتمام التنظيم والانضباط، من جانب الجماهير الحاضرة لعرس الولاية، ممثلة لمن خلفها من فصائل التعبئة وقوات الدفاع الشعبي، ردائف الحرس الثوري، وأقام الدليل على أن القائد الذي أخذ على عاتقه سياسة البلاد، يمتلك من خصائص القيادة، ما أهله للنجاح في مسيرته، وجعل افئدة الجماهير الاسلامية تهوي اليه، كما تأوي الطيور الى اعشاشها بعد جهد يوم طويل.
سيرة القائد السيد علي الخامنئي - الشهيد الحيّ - أكسبته كل هذه القلوب الوالهة، فجاءته ملبّية من كافة أنحاء ايران، لتعبر له من جديد على ولائها الكامل له، ووفائها لنهجه المقاوم، وإيمانها الراسخ الذي لا يمكن ان يزحزحه نعيق ترامب، ولا تخاذل غرب، ولا ارجاف وتآمر أنظمة عربية، بأنها على نهج الحق ماضية وراء قائدها، موقنة بأن الله معه مسددا ومباركا، وأن النصر سيكون حليفه، ولن يتأخّر ذلك.
ومنطق القائد بدا من أول عهده، متزنا حكيما، وفيّا في تناوله للقضايا المصيرية، عقلانيا في تعامله مع المستجدات الطارئة على الساحة المحلية والدولية، برهن في كل مرة، على انه من سلالة القائد الذي قال: (والله لو ثنيت لي الوسادة، لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل القرآن بقرآنهم.)(غاية المرام هاشم البحراني ج5ص 280). قائد لو فسح له المجال، لأمكن له أن يحلّ بالقسطاس والعدل، كثيرا من قضايا الشعوب العالقة، التي لم تجد لها حكوماتها حلا.
مبدئيات الامام السيد الخامنئي، هي امتداد لمبدئيات مؤسس النظام الاسلامي، وقائد انتصار ثورته، الامام الخميني رضوان الله عليه، التي كان أعلنها مفتتحا عصرا جديدا في ايران، قطع نهائيا مع التبعية والعمالة، واختار الحرية والعزة، لينحت بعزيمة واصرار، نهجه الجديد ولاية الله تعالى، مختلفا تماما عن بقية الانظمة، التي لا ترجو غير الدنيا، ولا حساب لها بالآخرة.
لذلك يمكن القول، أن منظومة الغرب بزعامة أمريكا، تتعامل مع خطب الامام القائد باهتمام خفيّ، وتحسن قراءة ما تتضمنه من أفكار وآراء، تماما كما يفعل ذلك قادة وخبراء الكيان الصهيوني، عندما يخطب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، فيقابلونه باهتمام بالغ، ومن تعود النزاهة والصدق، يجد آذانا صاغية حتى لدى أعدائه.
نجاح القيادة الاسلامية في ايران، ووصولها ببلادها، الى مصاف الدول التي يحسب لها ألف حساب، في مجالات العلوم والتقنية المدنية والعسكرية، في ظرف وجيز، جيل ونصف من عمر الدولة (39 سنة)، رغم كافة انواع العقوبات والحصار، واجراءات المنع والتهديد، أكسبها تعاطف الشعوب المخدوعة في حكوماتها المتخاذلة، وحسد وعداوة الانظمة المعادية للإسلام المحمدي الأصيل، والنظام الاسلامي في ايران - رغم كل العراقيل والمعاناة التي لاقاها في مسيرته المحفوفة بالعقبات - استطاع أن يثبت جدارته بقيادة الشعب الايراني، الذي اختاره نظاما اسلاميا، متميزا عن بقية انظمة دول العالم، باعتماد الله سبحانه وتعالى أحكم الحاكمين، ومنه استمد شريعته ونظامه.
نظام نال شعبه بفضل طلائعه المناضلة والمجاهدة، العزة والكرامة والحرّية، ووضع قدما في صف الدول الكبرى، بحكمة سياساته وصواب نظرته، لحل المشكلات الطارئة المحلّية والاقليمية والدولية، لو ترك له مجال تطبيقها، باستعادة الشعوب المحتلّة والمضطهدة حرياتها وحقوقها، في مقابل أنظمة أخذت شرعيتها من تلك الشعوب، ثم انقلبت عليها وخذلتها، فلم تحقق لها شيئا مما كانت وعدتها به، بل وزادت من معاناتها وتدهور اقتصادها.
قائد حمل شعبه الى مصاف العزة والكرامة، وجلب لنظامه الاحترام، رغم عتوّ موجة التشويه له، التي تجنّدت مجاميع الاعلام الإستكباري والصهيوني للدّفع بها الى ابعد مدى ممكن عرقلة لإشعاعها في محيطها الاسلامي، وقادة حملوا شعوبهم الى سراب الوهم وضباب الرؤية، فلم يحصلوا على شيء مما أمّلوه منهم، بل وجدوا أنفسهم عبيدا للغرب، بعد أن حسبوا انفسهم قد تحرروا منه، فلم يفدهم ندم فيما اختاروه من عملاء.
بمنطق العزة تكلم القائد، فطمأن شعبه بأنه على الحق، وأن الانتصار سيكون حليفه، مهما طالت مسيرة الجهاد والمقاومة، وبمنطق الذّلة تكلم العملاء والذيول والخونة، وتلك عادتهم فكل إناء بما فيه ينضح.
في ملعب آزادي بطهران، يوم 4/10/2018، خاطب الامام القائد نخب جماهيره والعالم قائلا: إنّ الثورة الإسلامية قطعت ايدي اميركا عن مقدرات ايران...أعداء ايران يخشون وجود قوة إسلامية كبيرة تقف بوجه اطماعهم في المنطقة...الأعداء يسعون عبر الإعلام ووسائلهم الجديدة للتأثير على الرأي العام بإعطاء صورة خاطئة عن ايران...الأعداء ليس لديهم جديداً يقدمونه واميركا ضعيفة في أدوات الحرب الناعمة...الصورة التي يروجونها عن ايران مشوهة للغاية، وقد علمت أن الرئيس الأميركي قال لبعض المسؤولين الأوروبيين أنه سيقضي على النظام الايراني بغضون 3 شهور،  العدو لم يعرف الشعب الايراني والحمد لله الذي جعل اعداءنا من الحمقى.
كبار اعداء ايران يعرفون جيدا قيمتها ومقدارها، فترامب اذا تحدث عنها لا يجرؤ على غير الكذب والادعاء الباطل، وهو طواقم حكمه يعلمون حقيقة إمكنياتها، لكنه لما يتكلم على عملائه ورعاياه يعرّيهم بحيث لا يترك لهم شيئا يستترون به من فضحه، كالقول بانهم لا يستطيعون البقاء على عروشهم أسبوعا أو اسبوعين، ولا حتى حماية طائراتهم عند فرارهم، دون حماية الجيش الأمريكي لهم، وعليهم أن يدفعوا مقابل ذلك، وهذا منتهى ذل الحكام الذين جاؤوا غصبا عن شعوبهم، قد فرضتهم بريطانيا وأقامت على حمايتهم، حتى استلمتهم امريكا طمعا استلام البقرة الحلوب، وجاء آخر رؤسائها ليرفع السّتر عنهم، بمنتهى الحمق الذي عرف به دونالد ترامب.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire