lundi 1 octobre 2018

مقدمة على الحساب في مكافحة الارهاب



نفذت الحرس الثوري في الجمهورية الاسلامية الايرانية، هجوما صاروخيا فجر 1/10/2018على مواقع ارهابية، واقعة شرق الفرات في البوكمال السورية، ردّا على الاعتداء الارهابي الذي ارتكبته جماعة ارهابية في الاهواز- مرتبطة بداعش - على استعراض عسكري، بمناسبة اسبوع الدفاع المقدس، والذي خلف عددا من الشهداء والجرحى.
هذا الهجوم الصاروخي، اعتبر مقدمة تصفية حساب مع المجاميع الارهابية، ذات النزعة الوهابية السعودية، ما يعني أن بقية الحساب سيكون لها ترتيب وتنفيذ، يختلف باختلاف مواقع الارهابيين وبؤرهم، التي يرى فيها تهديدا لأمن الجمهورية الاسلامية الايرانية.
اذا دكّت كما هو معلوم لدينا، ومكتوم لدى اعداء ايران، الصواريخ  والطائرات المسيرة  المواقع المحددة، فتركتها جذاذا، سقط فيها عشرات القتلى من الارهابيين ثأرا أولا، ومقدّمة على الحساب، تضاف الى الضربة الصاروخية الموفقة والناجحة التي شنت من قبل، على مواقع داعش في دير الزور، انتقاما للشهيد محمد حججي رضوان الله عليه، والتي اوقفت خبراء المجال العسكري، على حقيقة القدرات الصاروخية الاسلامية الايرانية من حيث تطوّرها، ودقة اصابتها لأهدافها، ونتائجها التدميرية.
وطبيعي أن لا يصدر أي تعليق امريكي ولا غربي على هذا الهجوم، الذي يعد الثالث من نوعه، بعد قصف مواقع صهيونية عسكرية في الجولان المحتل، ما يفيد أن الضربات الثلاث كانت ناجحة 100%، من حيث دقة الاصابة ومخلّفاتها، وانخرست أصوات المجاميع الاعلامية التابعة للإرهاب، كما خمدت من قبل في القصف الأول، بعد أن اسقط من أيديهم إيجاد خلل واحد، يعلنونه للعالم، بأن صاروخا واحدا اصاب هدفا مدنيا، أو أخطأ هدفه العسكري، ومثلما أكلها الصهاينة في مواقعهم العسكرية بالجولان، وعرفوا يقينا ماذا يعني بعض بأس  صواريخ ايران الاسلامية.
هذه القوة الصاروخية التي يخشاها الأمريكان قبل غيرهم، من خلال متبعاتهم لتجاربها عبر الاقمار التجسسية، ويريدون من خلال نقض عهدهم بالخروج من الاتفاق النووي، محاولة اعادة صياغة جديدة له، تسمح بإدخال البرنامج الصاروخي الايراني في صلبه، لإنهاء تنامي قدراته الدفاعية، وشل حركة التطور العسكري الاسلامية في الحرس والجيش الايراني.
جدير بالذكر أن ايران الاسلامية، قد تمكنت بفضل الله وعزيمة رجالها الثوريين، من كسر هدف الحصار المضروب عليها، ابان سنوات الدفاع المقدس، في مواجهة حرب ظالمة، وعدوان غير مسبوق عليها، من طرف عملاء امريكا في المنطقة، ممن تحالفوا مع بعضهم علوجا وأعرابا، من أجل إسقاط النظام الاسلامي في ايران، وبدافع الحاجة الى الصواريخ البالستية، تمكنت من الحصول على بعضها من ليبيا، وكانت نقطة بداية صناعتها، التي رغم الصعوبات والعوائق امكن لخبراء الصناعة العسكرية الايرانية التدرج في تطويرها، حتى وصلت الى المستوى المرموق اليوم، صورايخ متعددة الاهداف، متنوعة المدى، تنافس صواريخ الدول المتطورة عسكريا، بل قد تتفوق عليها، وهذا امر وارد جدا، وقد يكون عامل مفاجئة، سيكون لها تأثير على اي حرب أخرى، قد تشن على ايران الاسلامية.
وفي بيان له اعلن حرس الثورة الاسلامية ان ستة صواريخ اطلقت من محافظة كرمانشاه استهدفت مقرات الارهابيين، وان الصواريخ التي استخدمت في هذا الهجوم، هي ذو الفقار (750 كيلومتر) وقيام (800 كيلومتر). أعقبتها غارات بسبع طائرات مسيرة، على المقرات المستهدفة، من أجل تحقيق اكبر عدد ممكن من الاصابات في صفوف الارهابيين، وهو تقدير ناجح.
جدير بالذكر أن صاروخ ذو الفقار يمتاز بالخصائص التالية: ذو الفقار: هو صاروخ أرض أرض، يعمل بالوقود الصلب، ويُعتبَر أحد أدق الصواريخ الإيرانية البالستية متوسطة المدى، حيث يمكنه إصابة الأهداف المتفرقة على الأرض، ومدارج المطارات وغيرها.
 وقد كشفت إيران عن صاروخ ذوالفقار لأول مرة في سبتمبر سنة 2016 ، خلال استعراض عسكري للقوات المسلحة في ميناء بندر عباس، ودخل خط الإنتاج الواسع في أيلول من العام 2016 ميلادي، ويُعتبَر صاروخ ذو الفقار نسخة مطورة عن صاروخ فاتح 110، ويبلغ مدى الصاروخ 750 كيلومتر.
يمتلك صاروخ ذوالفقار رأساً حربياً انشطارياً  يمكنه من إصابة أهداف متفرقة على الأرض بشكل دقيق، وتسديد ضربة مدمرة للهدف بالكامل وبدقة عالية، كما يمكن تركيبه على منصات ثابتة ومتحركة ذاتية الانطلاق، ويمتاز بخاصية الإفلات من الرادارات، وامتلاك تقنيات متطورة لتسديد ضربة دقيقة للهدف، والتي ترفع مستوى جهوزية القوات المسلحة الإيرانية.
كما يعتبر صاروخ قيام  أرض-أرض  المندفع بالوقود السائل، من الجيل جديد من الصواريخ الباليستية الإيرانية، تم تصنيعه محلياً عِبرَ مصانع وزارة الدفاع واسناد القوات المسلحة ووفق تصاميم إيرانية خاصة، وهو أول صاروخ دون جنيحات تنتجه البلاد، بعد الاختبار الناجح الذي خضع له في 20 أغسطس 2010، ويصل مداه الى 800 كيلومتر .
هاجس الصواريخ الايرانية اصبح يؤرق أعداءها، ويربك حسابتهم، خصوصا بعد أن شاهدوا بأم أعينهم الاصابات الدقيقة، التي أحدثتها ضربات الصاروخية الاسلامية الايرانية، والتي جاءت ردّا مشروعا على اعتداءات الارهابيين والصهاينة بهجماتهم الغادرة، على عناصر من القوات الايرانية، في مطار التي فور بريف حمص سوريا (مثال معتبر)، ويبدو أن محاولاتهم لإعادة ايران الى المربع الاول، في قلة اقتدارها الدفاعي، قد فاتها القطار، ولم يعد بالإمكان اعادة المارد الاسلامي الى قمقمه، بعد أن استكمل أسباب عنفوانه وقوته.
محاولة تحجيم تمرّد النظام الاسلامي الايراني، على قوى الشر والفساد من الاستكبار والصهيونية العالميين، ذهبت الى غير رجعة، ولم يعد لها مكان في المجالين الدبلوماسي والعسكري، وكل محاولة لإجبار ايران على ترك منجزاتها العظيمة، ستقابل بالردّ المناسب، الذي أعدّ له قوم سلمان عدّتهم، بثقة من تيقّن أن الله معه.  

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire