طبيعي ان تكون ارادة الله متفقة مع ارادة قوم
سلمان، وهو الذي اختارهم لإحياء دينه، بحسب النصوص التي تناقلتها كتب تراثنا
الاسلامي، وقد اثبتوا على مرّ التاريخ الاسلامي جدارتهم بذلك الاختيار علما وعملا.
ارادة تجلت من عشرة الفجر المباركة، وانتصار
الثورة الاسلامية، واستمرت بركاتها مضيئة مستقبل ايران، المليء انجازات وخير وبركة،
فأحلّتها موقعا مرموقا في العالم، رغم انوف الجاحدين لشانها الذي وصلته، بعزيمة
بقيادة نظامها، وعزيمة شعبها كزبر الحديد، تجاوزت اثارها الطيبة حدودها،
لتشمل شعوبا اسلامية أخرى، آمنت بحقيقتها ومصداقيتها، وتضامنت معها، وانصهرت طلائعها في نفس المسيرة، في
ما تعلق بقضايا الامة المصيرية، وعلى وجه الخصوص، قضايا تحرر الشعوب
الاسلامية، من تبعية الدول الاستكبارية - الخانقة لطموحات الشعوب الضعيفة والمتحكمة
في مصائرهم علوّا واستكبارا- وفي مقدمتها قضية تحرير فلسطين، الذي تعهد النظام
الاسلامي في ايران ملفّه، بالتأسيس والدعم لفصائله الاسلامية المقاومة، وهي التي
ظهرت كلها، بعد انتصار الثورة الاسلامية بسنوات، ووصلت اليوم الى مستوى الندية، في رفع التحدي الكبير، من اجل استعادة حقوق الشعب
الفلسطيني المظلوم.
اليوم فاجأنا خبر عاجل، جاء فيه تصريح لواء
القدس في الحرس الثوري الاسلامي الايراني، قال فيه: ان القوات الامريكية غير امنة
في البحر الاحمر، بما يعنيه من اشارة لمن يفهم الاشارة، من ان عدم أمن تلك القوات
في قواعدها بالخليج الفارسي، أصبح منذ أمد من تحصيل حاصل.
تصريحات اللواء قاسم سليماني التي نطق بها
مؤخرا، ردّا على التهديد الامريكي ضد
ايران، فضحت بما قدّمه من معلومات، المستوى الذي عليه حقيقة الجندي الامريكي، وما
اقترفته عقليته المريضة من جرائم وفضائع، وما سجله من مستوى متدنّ في السلوك
والاخلاق، في كل الحروب التي خاضها، بدا من حروبها الداخلية المروّعة، الى الحربين
العالميتين الأولى والثانية الى الحرب الكورية، والفييتنامية، والكمبودية، التدخل
الامريكي في بنما، الى حرب افغانستان، الى حرب العراق، الى تدخله في بنما ولبنان
والصومال، اثبتت مدى هشاشة معنويات الجندي الامريكي، وسرعة خضوعه واستسلامه لأي
تهديد جدّي، نتيجة حالة الجبن التي تنتابه، كلما شعر بالخطر، شانه في ذلك شان
الجندي الصهيوني، الذي يفرّ من فتيان غزة، ولا يواجههم الا وهو متحصن بالآليات
العسكرية، رغم ان سلاح هؤلاء الفتية الوحيد، كان حجارة لا تؤثر حقيقة في ميزان
المواجهة، مقابل جنود مدججين بمختلف انواع الاسلحة المتطوّرة.
اللواء سليماني قدم لنا
الجندي الأمريكي في حالة غير مستقرة من الارتباك والخوف جعلته يرتدي (حفوضة couche)
يتبوّل فيها، كلما أصابه رعب، أو عجز عن الخروج من دبابته أو مدرعته لقضاء حاجته،
خوفا من هجمات المقاومة العراقية.
امريكا التي قدّمت نفسها الدولة الاقوى في
العالم، بأموال الاعراب الاشد كفرا ونفاقا المودعة في بنوكها والمستثمرة لديها، وبأرقام
الأعتدة والتكنولوجيا التي وصلت اليها، بفضل عقول العلماء الالمان الذين أسرتهم في
الحرب العالمية الثانية، وعلماء اخرون من مختلف الجنسيات، أغرتهم بالعمل لديها
وحمل الجنسية الامريكية بعد ذلك، قد تخونها عقليات جنودها وحالاتهم النفسية، التي
قد تنهار في أي لحظة، لأي سبب يسيطر عليهم ولا يجدون له ردا.
ومع تزايد احتمال نشوب مواجهة عسكرية، بفعل
التحريض وتهوين الأمر، الذي تلهث وراءه كل من السعودية والامارات واسرائيل، من أجل
دفع أمريكا الى القيام بذلك، فان ايران في وضع جيّد، يؤهلها لكسب الحرب، بصورة لم
يحسبها الحلف المعادي لها، فهي تمتلك القدرة المادية والبشرية، على الوقوف بنديّة
امام أي هجمة معادية، ولو كانت بالسلاح النووي، وتتفوق على أعدائها بالملكة
العقائدية لقوات تعبئة شعبها، وقوات الحرس الثوري، الذي يمثل عصب الفداء والشهادة،
في القوات الاسلامية الايرانية، والثابت على ارضه والمدافع عن قيمه وعرضه، أيّا
كانت القوة المهاجمة، واسلحتها سيكون صاحب زمامها، والقادر على انهائها لصالحه،
ولا يمكن اعتبار خسائره امام الخسائر الكبرى لهؤلاء المعتدين.
واعتقد ان الغرور الامريكي وصل الى مستوى قياسي،
في عهد رئيسه (ترامب)، سيفضي به حتما الى هزيمة نكراء امام ايران، ويبدو ان ايام (ترامب)
هذا ستكون قصيرة بعد كسر انف دولته، وعتوّها العسكري المبالغ فيه، وبالنتيجة سوف
تطوى عظمتها، وينزل بها عدوانها الى مستوى لا يتوقعه محرّضوها.
امريكا ساقطة بباطلها، وهي إن أقدمت على حماقتها
هذه، ستدفع ثمن جميع جرائمها القديمة والحديثة، ايران قادمة باستحقاقاتها المشروعة،
وأمريكا ساقطة بعدوانها الإستكباري، وتلك سنة الله في هلاك الظالمين ومحق دولهم، والحمق
داء قاتل، يؤدي بأصحابه الى دائما الى نهاية غير محسوبة العواقب، أو في احسن حلالات
ازدرائها، مقدّرة بالغرور الكاذب.
منظومة المقاومة تبدو في وضع يؤهلها لخوض حرب
استنزاف، ستكون وبالا على اعراب الخليج أولا، حيث سنتهي إقتصادياتهم المرتبطة
بالبترول والغاز، بتوقف تدفقه، نتيجة الاضرار التي يحتمل أنها ستلحقه، بالقصف أو
بإغلاق مضيق هرمز، وسيتضرر تبعا لذللك الاقتصاد العالمي كله، ولن يكون العبء وقتها
وحده على ايران وحدها، والضرر سيكون عاما، وهذا ما سيتحمل نتائجه المعتدون وحدهم.
ومن قدر على كسر شوكة الارهاب الوحشي بسرعة
قياسية، لم تتوقعها أمريكا الممول الرئيسي له، سيقدر بإذن الله على اسقاط منظومة
استكبارية، عاثت في بلدان العالم حكومات وشعوبا اذلالا وافسادا، ليجزي الله
الصادقين بصدقهم.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire