عندما نتناول سيرة الامام الحسين عليه السلام، منذ ولادته حتى شهادته
الفريدة في تاريخ البشرية، وخصوصا مسيرته في طلب الإصلاح، التي خرج من أجلها من
مدينة جدّه صلى الله عليه وآله وسلم، مفتديا الإسلام بنفسه وولده وأهل بيته عليهم
السلام، رجالا واطفالا ونساء، نجده مُقدِما على ما أراده الله أن يراه عليه، برباطة
جاش وثبات نادرين، مسلّما بما تعلّمه من جدّه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأبيه
الامام علي وأمّه فاطمة عليهما السلام، وأكرم بهم من مربّين، لم يجد الزمان بمثلهم،
في بيت غير البيت النبوي، الذي شاءت إرادة الله سبحانه أن يشملهم اصطفاءه، ليكونوا
حفظة دينه من التحريف والإندراس، والمضحّين من أجله بكل ما يملكون من انفس.
استعجل الطاغية يزيد بن معاوية أمْر إرغام الامام الحسين عليه السلام على
بيعته، نظرا لما يمثله من شخصه من مكانة مرموقة في الاسلام فهو سيد شباب أهل
الجنة، أحقّيته الشرعية في قيادة الامة، باعتباره الإمام السبط، ثالث المستحفظين
على الاسلام المحمدي الأصيل، المفروضة مودّته وطاعته، فبيعته للبيت الأموي طوعا أو
كرها، تزيد من حظوظ استقرار حكم ذلك البيت الغاشم، لكن الامام الحسين ليس ذلك
الرّجل الذي يمكن أن ينزل الى مستوى تلك البيعة التي لا تليق بشخصية إسلامية كبرى
مثله، فوطّن نفسه على رفضها، ومن هناك بدأ في إعلان قِيَمه الاسلامية العليا التي
تربّى عليها، والاساسية في العيش الكريم، والحرّية من قيود الظالمين والطغاة.
فجهّز
نفسه وأهله للخروج، وكتب رسالته إلى أخيه محمد بن الحنفية جاء من ضمنها: " إني
لم أخرج أشرا ولا بطرا، ولا مفسدا ولا ظالما، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي،
أريد أن آمر بالمعروف، وأنهى عن المنكر". (1)
أعذار المتخلّفين عن نصرة الامام الحسين عليه السلام
وقد يتساءل من قرأ اسم محمد بن الحنفية رضوان الله عليه، لماذا لم يخرج مع
أخيه الامام الحسين عليه السلام، وهو فارس صاحب شجاعة وبأس؟ وعادته أنه كان يقاتل
في معارك الامام علي عليه السلام ضد أعدائه، متقدّما على الحسن والحسين عليهما
السلام، حاميا لهما بأمر أبيه عليه السلام، ووصيته له بالقتال على ذلك النّحو،
فيبدو أن بقاءه كان بأمر أخيه الامام الحسين عليه السلام حيث قال له: وأما أنت يا
أخي، فلا عليك بأن تقيم بالمدينة، فتكون لي عينا لا تخفى عني شيئا من أمورهم. (2)
هذا وان كتابه الذي كتبه لأخيه، ووصيته اليه، تؤكد أنه استبقاه لحماية من
بقي من أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم والدفاع عن حقوقهم . (3)
على أنه توجد رواية اخرى تقول، إن المرض أعاقه عن الخروج، وقد ذهب اليه
الامام الحسين عليه السلام لزيارته، فوجده على تلك الحال، فتكلم محمد معتذرا: إني
والله ليحزنني فراقك، وما أقعدني عن المسير معك، إلا لأجل ما أجده من المرض
الشديد، فو الله يا أخي ما أقدر أن أقبض على قائم سيف، ولا كعب رمح، فو الله لا
فرحت بعدك أبدا، ثم بكى بكاء شديدا حتى غشي عليه، فلما أفاق من غشيته قال: يا أخي
أستودعك الله من شهيد مظلوم. (4)
كلمات الاعتذار هذه إن صحّت، تؤكد لنا البصيرة التي عليها ابن الحنفية، فهو
مدرك تماما، أن أخاه الإمام الحسين عليه السلام سيستشهد في العراق، مما يؤكد أن
أباه عليا عليه السلام قد أحاطه بما سيجري على أخيه، وأرجح أنه طلب منه نصرته، بل
وحثه عليها، كما كان يستحثه من قبل على حجز أخويه الحسن والحسين عليهما السلام، عن
الدخول في عمق الأعداء، وهم يقاتلونهم تحت رايته في معاركه المشار اليها سابقا، لذلك
من المستبعد جدا أن يكون موقف محمد بن الحنفية متخاذلا.
لما بلغ عبد الله بن جعفر قتل ابنيه مع الحسين عليه السلام دخل عليه بعض مواليه يعزيه والناس يعزونه فقال مولاه: هذا ما
لقيناه من الحسين، فحذفه ابن جعفر بنعله، وقال: يا ابن اللخناء أللحسين تقول هذا؟
والله لو شهدته ، لأحببت أن لا أفارقه حتى أقتل معه، والله إنه لمما يسخي بنفسي
عنهما، ويهون علي المصاب بهما، أنهما أصيبا مع أخي وابن عمي مواسيين له صابرين معه
ثم قال: إن لم تكن آست الحسين يدي فقد آساه ولدي. (5)
أما بالنسبة لعبد الله بن عباس فقد كان وقتها ضريرا (6) بالتالي فإن كف
بصره أقعده عن الخروج مع الامام الحسين عليه السلام، وهو المعروف ببلائه الحسن مع
عمه الامام علي عليه السلام، في معاركه التي خاضها ضد الناكثين والقاسطين
والمارقين، ولو كان بصيرا لخرج معه.
حوى معسكر الامام الحسين عليه السلام بسماحته كل برّ تقي رجا الله باتباعه
مصباح الهدى وسفينة النجاة، فجميع من كان معه من المستضعفين، الذين تركوا الدّنيا
لأهلها، وضربوا في أرض الله مهاجرين
يبحثون عن عمل يقرّبهم الى الله. قال تعالى:" وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ
ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ " (7) فوجدوا في الامام الحسين
عليه السلام القدوة الهادية الى الحق، الذي سلك بهم طريق كرامة الله، فالتزموه
يرجون رحمته ويأملون ثوابه، على بصيرة من أمرهم، إيمانا تاما بأنه على منهاج آيائه،
صراط مستقيما هُدوا اليه في ذلك الزمن.
في الطرف المقابل يتفاجأ من لم يحط علما بسيرة أبي عبد الله الحسين عليه
السلام عندما يعرف أن قائد جيش العدوّ السفياني ليس الا عمر ابن الصحابي سعد بن
أبي وقاص، وسعد هذا كان ممن امتنع عن سبّ الامام علي عليه السلام، كما أمر بذلك
معاوية على منابر المساجد، أمرا سلطانيا عاما، امتثل له الاغلبية، باستثاء بعض ممن
أيقنوا أنه إساءة بحق علي عليه السلام، وذنب عظيم بحق أهل بيت النبوة خصوصا
والاسلام عموما.
أمر معاويةُ بنُ أبي سفيانَ
سعدًا فقال: ما منعك أن تَسُبَّ أبا ترابٍ؟ قال: أَمَا ما ذَكَرْتُ ثلاثًا قالهن
رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فلن أَسُبَّهُ، لَأَن تكونَ لي واحدةٌ منهن،
أَحَبَّ إليَّ من حُمْرِ النَّعَمِ، سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ
وسلَّم يقول لعليٍّ، وخَلَّفَه في بعضِ مَغَازِيهِ فقال له عليٌّ: يا رسولَ اللهِ
تُخَلِّفُنِي مع النساءِ والصِّبيانِ؟ فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ
وسلَّم: أَمَا تَرْضَى أن تكونَ مِنِّي بمنزلةِ هارونَ من موسى، إلا أنه لا
نُبُوَّةَ بعدي. وسَمِعتُه يقول يومَ خَيْبَرَ: لَأُعْطِيَنَّ الرايةَ رجلًا يحبُّ
اللهَ ورسولَه، ويحبُّه اللهُ ورسولُه. قال: فتَطَاوَلْنا لها. فقال: ادْعُوا لي
عليًّا. قال: فأتاه وبه رَمَدٌ، فبَصَق في عينِهِ، فدفع الرايةَ إليه، ففتح اللهُ
عليه، وأُنْزِلَت هذه الآيةُ " فقل تعالوا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا
وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وأنفسنا وانفسكم" الآية دعا رسولُ اللهِ
صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عليًّا وفاطمةَ وحَسَنًا وحُسَيْنًا، فقال: اللهم هؤلاء
أهلي. (8)
إن ما حصل يوم العاشر
من المحرم سنة 6 هجرية، يؤكد لنا مدى فداحة الانحراف الذي طرأ على الحكومة
الاسلامية، منذ حادثة سقيفة بني ساعدة، والتي شهدت حينها انحرافا عن الأحق
بالقيادة، وهو الامام علي عليه السلام نصوصا وعملا، واستمر ذلك الانحراف، الى أن
وصلت الحكومة بين أيدي طلقاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومحاربيه طيلة أكثر
من عشرين سنة، فكل الجرائم التي ارتكبت منذ ذلك التاريخ الى اليوم، يتحمّلها غاصبوها
الأوائل الذين سيحملون أوزارا مع اوزارهم. قال تعالى: " لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً
يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ."
(9)
منع الماء على الامام
الحسين عليه السلام ومعسكره، وحيلولة آلاف المقاتلين من عساكر ابن زياد ومولاه
يزيد بن معاوية، دونهم وشريعة نهر الفرات، ترتادها السوائم ولا يرتادونها، إمعانا
في التضييق عليهم على قلة عددهم، بلا ادنى شفق ولا رحمة، وماء النهر يسمعون خرير
مائه ، فلا يصلون اليه، رغم محاولاتهم، فلم يحرك فيهم صراخ الصغار عطشا، ولا حمل
الامام الحسين عليه السلام رضيعه عبد الله، ورفعه بين يديه، ليراه معسكر الأمويين،
لعله تتحرك فيهم مشاعر الانسانية، كأني به يقول لهم ان كان عندنا لكم ذنب فما ذنب
هذا الرضيع وهؤلاء الأطفال والنسوة؟ لكن أنى لمن تحولت قلوبهم الى اشدّ قسوة من
الحجارة، أن يعودوا الى رشد فقدوه تماما، وإيمان انتزع من قلوبهم؟
لما رأى الحسين عليه السلام مصارع فتيانه وأحبته، عزم على لقاء
القوم بمهجته، ونادى: "هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم؟ هل من موّحد يخاف الله فينا؟ هل من مغيث يرجو الله بإغاثتنا؟
هل من معين يرجو ما عند الله في
إعانتنا؟"
فارتفعت أصوات النساء بالعويل، فتقدم
إلى باب الخيمة، وقال لزينب: ناوليني ولدي الصغير حتى
أودّعه، فأخذه، وأومأ إليه؛ ليقبله، فرماه حرملة بن الكاهل الأسدي بسهم فوقع في نحره فذبحه. فقال لزينب: خذيه ثم تلقّى الدم بكفيه،
فلمّا امتلأتا رمى بالدم نحو السماء، ثم قال هوّن عليّ ما نزل بي إنه بعين الله.
قال الباقر عليه السلام :
فلم
يسقط من ذلك الدم قطرة إلى الأرض.(10)
بجريمة منع الماء عن مخيّم الامام
الحسين عليه السلام المقصودة في انهاك 78 رجلا وفتى واشراف أطفال الحسين وأهل بيته
عليهم السلام على الموت عطشا، وتعمّد قتل عبد الله الرضيع وهو بين يدي أبيه عليه
السلام تنفضح أخر نوايا أتباع السفيانية الخبيثة، فظهروا على صورهم الباطنية التي
كانوا يخفونها، أبالسة وشياطين، قد خرجوا من الاسلام فلم يعد يربطهم به شيء مطلقا.
وليس رضيع الامام الحسين عليه السلام،
بأهون على الله من فصيل ناقة صالح، فكما انتقم من عقرهم له ولأمّه، انتقم من جميع
هؤلاء المجرمين، فقتلوا جميعا، بعدما تتبعهم جميعا، وهو العارف بهم، المختار بن
عبيد الثقفي، فأتى على أخرهم، وكان ثأره من حرملة وحده رهيبا.
حدّث المنهال بن
عمرو قال: دخلت
على علي بن الحسين عليهما السلام عند منصرفي من مكة.
فقال لي: يا منهال، ما صنع حرملة بن كاهل الأسدي؟ فقلت: تركته حيا بالكوفة. قال: فرفع يديه جميعاً، ثم قال عليه السلام:
اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حرّ الحديد، اللهم أذقه حرّ الحديد، اللهم أذقه
حرّ النار.
قال المنهال: فقدمت الكوفة، وقد ظهر المختار بن أبي عبيدة الثقفي، وكان صديقي، فكنت في منزلي أياما
حتى انقطع الناس عني، وركبت إليه، فلقيته خارجا من داره، فقال: يا منهال، لم تأتنا
في ولايتنا هذه، ولم تهنئنا بها، ولم تشركنا فيها؟ فأعلمته أني كنت بمكة،
وأني قد جئتك الآن، وسايرته ونحن نتحدث حتى أتى الكناس، فوقف وقوفاً كأنه ينظر
شيئاً، وقد كان أخبر بمكان حرملة بن كاهل، فوجَّه في طلبه، فلم يلبث أن جاء
قوم يركضون، وقوم يشتدون، حتى قالوا: أيها الأمير البشارة، قد أُخذ حرملة بن كاهل.
فما لبثنا أن جيء به، فلما نظر إليه
المختار، قال لحرملة: الحمد لله الذي مكّنني منك، ثم قال: الجزّار الجزّار. فأوتي
بجزّار، فقال له: إقطع يديه. فقُطعتا، ثم قال له: إقطع رجليه. فقطعتا، ثم قال:
النّار النّار. فأتي بنار وقصب، فألقي عليه فاشتعل فيه النار.فقلت: سبحان الله !فقال لي المختار: يا منهال إن التسبيح لحَسَن، ففيمَ سبّحت؟
فقلت: أيها الأمير، دخلت في سفرتي هذه، وعند منصرفي من مكة، على علي بن الحسين عليهما السلام، فقال لي: يا منهال ما فعل حرملة بن كاهل الأسدي، فقلت: تركته حيّا بالكوفة،
فرفع يديه جميعاً، فقال: اللهم أذقه حرّ الحديد، اللهم أذقه حرّ الحديد،
اللهم أذقه حرّ الحديد، اللهم أذقه حرّ النار. فقال لي المختار: أسمعت علي بن الحسين عليهما السلام يقول هذا؟
فقلت: والله لقد سمعته يقول هذا
.قال: فنزل عن دابته، وصلّى ركعتين).11)
حادثة منع الماء هذه،
تؤكّد لنا الطبع الوحشيّ، الذي غلب على جيش السفيانية، ويذكّرنا بحادثة أخرى لمنع
الماء، وقعت في معركة صفين، بين أصحاب علي عليه السلام، وأصحاب معاوية الطليق، جاء
فيها، أنه لما ملك عسكر معاوية
عليه على عسكر الإمام علي
عليه السلام الماء، وأحاطوا بشريعة الفرات الفرات،
وقالت رؤساء الشام له: اقتلهم بالعطش كما قتلوا عثمان عطشا، سألهم علي عليه السلام وأصحابه أن
يشرعوا لهم شرب الماء، فقالوا :لا والله، ولا قطرة حتى تموت ظمأ كما مات ابن عفان. فلما رأى عليه السلام أنه الموت لا محالة، تقدم بأصحابه، وحمل على عساكر معاوية حملات كثيفة،
حتى أزالهم عن مراكزهم بعد قتل ذريع، سقطت منه الرؤوس والأيدي، وملكوا عليهم الماء، وصار أصحاب
معاوية في الفلاة، لا ماء لهم. (12)
عندما استولى جيش الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بقيادة
أولاده الأبرار ومعهم مالك الاشتر استبدّ الذعر في جيش معاوية، وخافوا العطش بعدما فرطت شريعة الماء من أيديهم ،وصار في أيدي أصحاب علي، فقالوا: والله، لا
نسقيه أهل
الشام فأرسل علي إلى أصحابه: أن
خذوا من الماء حاجتكم، وخلوا عنهم، فإن الله نصركم ببغيهم وظلمهم. (13)
ولكن الامام علي لم يكن ليعاملهم بجاهليتهم، كما قال الشاعر ابن
الصيفي في آل البيت عليهم السلام:
ملكنا وكان العفو منا سجيّة*** فلما
ملكتم سال بــــــــــالدّم أبطحُ
وحللتم قتل الأسارى وطالما*** غدونا عن الأسرى نعفّ ونصفحُ
وحسبكم هذا التفاوت بيننا*** وكــــــــــل إناء بالذي فيه يــنضحُ (14)
إنها القيم الاسلامية التي تمنع من أن يعامل المخطئ بنفس خطئه، وتتعامل بالعفو وتأمر بالمعروف والاعراض عن الجاهلين، قال تعالى: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ (15) والتي نبذها أعداء أئمة الهدى عليهم السلام وراء ظهورهم، بعدما تغرّبوا عن كتاب الله وآداب نبيّه الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وخالفوا شريعته بكل سماحتها، فانطبق عليهم قوله تعالى: " لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ."(16)
وحللتم قتل الأسارى وطالما*** غدونا عن الأسرى نعفّ ونصفحُ
وحسبكم هذا التفاوت بيننا*** وكــــــــــل إناء بالذي فيه يــنضحُ (14)
إنها القيم الاسلامية التي تمنع من أن يعامل المخطئ بنفس خطئه، وتتعامل بالعفو وتأمر بالمعروف والاعراض عن الجاهلين، قال تعالى: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ (15) والتي نبذها أعداء أئمة الهدى عليهم السلام وراء ظهورهم، بعدما تغرّبوا عن كتاب الله وآداب نبيّه الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وخالفوا شريعته بكل سماحتها، فانطبق عليهم قوله تعالى: " لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ."(16)
المراجع
1
–
بحار
الأنوار المجلسي ج44ص329
2
– بحار الانوار المجلسي ج44ص329
3
– بحار الانوار المجلسي ج44ص329
4
– معالي السبطين محمد مهدي الحائري ج1ص229 /
اسرار الشهادة الفاضل الدربندي ص246 / مقتل الحسين ومصرع اهل بيته أبو مخنف ص61
5
–
الغارات محمد بن ابراهيم الثقفي ج2 ص 695/ راجع تاريخ الأمم والملوك الطبري ج 4 ص 291 /قاموس الرجال التستري ج5 ص413
6
– البداية والنهاية ابن
كثير الدمشقي ج 8 ص 335
7
– سورة النساء الآية100
8
– مسلم كتاب فضائل
الصحابة باب من فضائل علي بن ابي طالب ج7ص120ح2404/ سنن الترمذي ابواب المناقب عن رسول الله ج6ص86ح3724
9
–
سورة النّحل الآية 25
10
– اللهوف في قتلى الطفوف
ابن طاووس ص69/
مقتل الرضيع ص 572 وما بعدها
11
– الصحيفة السجادية الامام علي بن
الحسين (ع) ص141و142 / مناقب آل أبي طالب ابن شهر أشوب ج3ص276
12
– شرح نهج البلاغة ابن أبي الحديد ج1ص23 / ينابيع المودة القندوزي الحنفي
ج1ص450 / بحار الأنوار المجلسي ج41ص145
13
– الكامل في التاريخ ج 2 ص 365/ تاريخ الطبري ج 4ص 572/ وقعة صفين ابن مزاحم ص 162 / الفتوح ابن اعثم الكوفي ج10 ص 11
14 – شرح إحقاق الحق: السيد المرعشي، ج27/ص506
15
– سورة الاعراف الآية 199
16
– سورة الاعراف الآية 179
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire