هذا هو رأيي وهذه هي قناعتي
ما ذكرته بخصوص ميثاق التعايش السلمي واثاره السلبية على تاريخ التشيع المعاصر في تونس، بل هو وصمة عار لاحقة بمن تورط فيه تاسيسا ورضا به، وهو عمل باطل بحدّ ذاته كافيا لإدانة من قام به، فضلا عن مجهولية صاحبه سيرة.
لا يهمني الأشخاص بقدر ما يهمني المنهج السياسي، وهذا ما يُميز الخط الشيعي عن غيره، خط يتعامل مع الأحداث والمستجدات ببصيرة وواقعية لا تجيز له الخروج عن أساسيات الأحكام الشرعية، وكم من متكلم بدا للسامع وجاهة كلامه وحسن منطقه، ووقف عند ذلك المستوى مع أن الولاية لها وجهة سياسية لا يمكن إهمالها، تعني بالضرورة تمام الإنتظام تحت راية تمهيد ظاهرة متمكنة، وليست هناك راية الآن مؤهلة لاحتضان الإسلام المحمدي غير ولي الفقيه دام ظله الشريف، والمنحرف عن هذا النهج بالنسبة لي، بعيد عن حسن الإختيار وغير صائب، وبالمناسبة حتى أغلق هذا التجاذب، ما يهمني من الشيعة في تونس فقط، من هم على نهج ولي الفقيه، غير ذلك لا يلزموني في شيء، مع احترامي لكل من يقدر ويحترم إيران وان كان غير موال، وعدم احترامي لمن يعاديها ولو كان مدعيا تشيعا لاهل البيت عليهم السلام، والتشيع في نظري منه براء، اعتبرْ هذا تشددا أو تطرفا، لكنه موقف رجل مؤمن ومتقرب الى الله بالولاية والبراءة.
ما هو مطلوب منا اليوم أن نكون يقظين أكثر من أي وقت مضى - ولا ننسى أننا طوال تاريخنا مستهدفون من قبل اعدائنا وما اكثرهم- من قبول أي شخص يدخل علينا، خصوصا من يريد أن يتصدر المشهد الشيعي، ونحن لا نعرف عنه شيئا تقريبا سوى أنه متكلم، ولابس زي العلماء، والقدرة على الكلام وحدها لا تكفي لتقييم الشخص، بقدر ما يجب علينا أن ننظر الى جوانب أخرى عملية وسلوكية صادرة منه، والمواقف هي المحددة لقيمة أي شخص ألم تستوعب ما قاله الائمة عليهم السلام: كونوا دعاة لنا بغير ألسنتكم. وقمّة الدعوة أن تكون مثالا يحتذى في مجتمع مخالف، وليس مجرّد متكلم فقط، بالسلوك تُذَلّلُ القلوب، وتنقاد العقول.
والموقف الأبرز اليوم، هو التعبير بالمشاركة في تظاهرة مصيرية تظاهرة القدس، التي من اعتبرها غير واجبة، على اساس مبرر واه، مفاده أنه ليس من مقلدي الإمام الخميني والإمام الخامنئي، فهو إنسان بحاجة إلى مراجعة دينه واختبار إيمانه من جديد.
في تظاهرة القدس هذه السنة التي أقيمت بقلب مخيم اليرموك الفلسطيني بريف دمشق، رأيت قِسّا مسيحيا مشاركا بزيه الخاص في هذه التظاهرة، في دلالة واضحة على أن القضية الفلسطينية أخذت بعدها الذي تستحق ليس عربيا ولا إسلاميا وحدهما، بل شملت كل حر في العالم بقطع النظر عن عقيدته وفكره، صحيح أن القضية الفلسطينية لها عمقها وأهميتها وقداستها الإسلامية، لكنها أيضا قضية كل انسان حر.
المتكلمون في عالمنا كثر، ولكن العاملين وأصحاب المواقف المفيدة هم جواهر كل مشروع عمل صالح، فأجو أن أكون قد وفقت في بيان ما أراه أولوية مؤكدة ليس فيها مجال للتّرك والتقصير، من التحق بقافلة القدس فقد أدرك المولى صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف.
RépondreTransférer |
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire