lundi 12 octobre 2020

أيّ أعياد يحتفلون؟



بقلم : محمد الرصافي المقداد

كثرت أعياد مجتمعاتنا الجوفاء الفارغة وهي التي استنبطها الغرب، ليستدرج بها المفتونين بزينته، ويزيد من إفراغ ما بقي من انتمائهم الإسلامي، ويلهيهم بمناسبات طغى عليها الخداع أصلا ومضمونا، ولو تفحصها مقلد  لضحك على نفسه، فمرة عيد المرأة - وما عيد المرأة إذا لم تصنعه بنفسها- وهو تاريخ لا نعلم سر اختياره، في يوم 13 أوت تحديدا، وما يخفي وراءه، ولنا كمسلمين تواريخ أهم منه، كمولد سيدة نساء العالمين، السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، أولى بأن يكون ذلك اليوم، يوم المرأة المسلمة، كما اختارته إيران الإسلامية ليكون عيدا لها، وعيد الحب الغربي، المعروف بالقديس فالنتان saint valentin، يوم يتهافت فيه عشاق حب الحلال والحرام، ليحتفلوا به، ويشتروا فيه الهدايا لمحبوبيهم، لا عقل لهم فيه غير التقليد الأعمى، قد اشتغلوا به عن الحب الأكبر والأبقى والأجدى، حب الله ورسوله ودينه وأوليائه، واختيار يوم إسلامي في تاريخنا، للتعبير عن الحب والولاء لسلسلة الولاية العظيمة، والقطع الكامل مع حزب الشيطان والاعيبه وأمانيه، وعيد البنات أن يكون معبرا على مولد إحدى عظيمات الإسلام، كالسيدة رقيّة بنت الإمام الحسين عليه السلام، لتكون مثلا وقدوة لبناتنا في حب آبائهم وطاعتهم، وليس التمرّد والعصيان والعقوق الذي نشهده طاغيا على كثير من الأسر اليوم، أما بقية المسميات، فعلى نفس المنوال، يجب ينظر إليها بعين الرّيبة والشكّ، فما يأتينا من الغرب، يجب أن يعامل معاملة الغريب، بعدما تبيّن لنا عداؤه لديننا، ومن باب أولى أن تكون أعيادنا ومناسباتنا مطبوعة بطابع إسلامي، ومن اختيارنا نحن، وليس من صناعة وتقليد الغرب، فإن أكثر ثقافته وتقاليده، قد بناها على تواريخه الخاصة به،  فلا يجدر بنا اتباعه فيها، فإن لكل تابع ولاء، وغدا يحشر المرء مع من أحبّ واتّبع وقلّد، وإن لم يكن قاصدا ذلك، والعيد يصنعه أصحابه، ألم يقل الامام علي حكمته التي نقلها عن النبي (ص): (كُلُّ يَوْمٍ لاَ يُعْصَى اَللهُ فِيهِ فَهُوَ عِيدٌ) (1)

 1 - نهج البلاغة الامام علي، الحكمة رقم 428

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire