lundi 28 octobre 2019

إذا لم نحفظ مقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم فمقام من نحفظ؟



بقلم: محمد الرصافي المقداد
في مثل هذا اليوم من أواخر شهر صفر، سنة 11 من الهجرة النبوية، سجل التاريخ الاسلامي حادثة محزنة لقلوب المؤمنين، تمثلت في ارتقاء روح النبي صلى الله عليه وآله وسلم الى بارئها، مثقلة بالهم والغم، وهو الحرص كل الحرص على أمته، رؤوف رحيم بهم، كما أخبرت عنه الآية الكريمة: " لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتّم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم " (1)
نبيّنا العظيم صلى الله عليه وآله وسلم في مقامه الرفيع، بجميع ملكاته الروحية والجسدية، اصطفاه الله سبحانه وعظّم خلقه، بما لم يصف به غيره فقال: " وانك لعلى خلق عظيم " (2)
وجعله صلى الله عليه وآله وسلم مع رسالته الخاتمة، رسالة الاسلام مصدرا لرحمته فقال: " وما أرسلناك الا رحمة للعالمين" (3)
غير أن حرصه عليهم قابله فريق من الأمّة اكثر من مرة، باستخفاف واستهتار بشخصه، خلافا لما نص عليه البارئ تعالى في محكم تنزيله، على طاعته ولزوم طريقته وانتهاج سبيله، وجعل طاعة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم طاعته، ومعصيته صلى الله عليه وآله وسلم معصيته، بلا فرق أبدا.
 قال تعالى: " من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا." (4)
وجعل تلك الطاعة بابا من أبواب رحمته، وسببا مهمّا من أسباب رأفته، ولطفه بالمطيعين له، فقال: " اطيعوا الرسول لعلكم ترحمون" (5)
 ودعا من كان ينشد محبته، ويبحث عن قربه ورضوانه، الى اتباع نبيّه صلى الله عليه وآله وسلم فقال: " ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر ذنوبكم " (6)
ودعاهم الى الامتثال لأمره والأخذ بما به، دون تردد أو شك في صدق مقاله، وصواب توجيهه قال:" وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " (7)
وحذّرهم من مخالفة أمره صلى الله عليه وآله وسلم، بأسوأ النتائج، فقال: " فيلحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب عظيم " (8)
ودعاهم الى احترام شخصه، وعدم معاملته كأي واحد منهم، لكن جميع دعواته مرّ عليها اغلب الصحابة ومن تبعهم الى هذا العصر مرور الكرام، فلم يرعوا منها شيئا تقريبا، إلا من رحم ربك، وهم قليل ممن اتبع الحق، وآوى الى ركن شديد.
وقد كشف لنا المولى تعالى شيئا من تلك التجاوزات، التي حصلت بحق أفضل مخلوقاته صلى الله عليه وآله وسلم، فأنزل بشأنها آيات بيّنات:  
" ألم تر الى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول" (9)
قال تعالى : "إنّ الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون." (10)
قال تعالى: "ويقولون طاعة فاذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول والله يكتب ما يبيتون فاعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا." (11)
وقال جل من قائل: "ذلك بانهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فان الله شديد العقاب." (12)
كل هذه التحذيرات والتنبيهات لم تنفع، مع من غلبتهم شقوتهم، فحافظوا على جاهلية متأصّلة فيهم، لم تراعي أبسط القيم الانسانية، وبقوا عليها حتى بعد دخولهم الدين الاسلامي، لذلك لم يكن تعاملهم مع افضل خلق الله، بما يعبّر عن إيمان حقيقي وكامل، بحرمة العرّض له، أو استنقاص شخصه والإساءة له.
كثيرة هي الشواهد القرآنية التي فضحت سلوك قسم كبير من الصحابة، ومجال المقال لا يتسع لها، وقد جاءنا فوق ذلك من الروايات والسيرة والتاريخ، ما أثار حزننا واسفنا، تضمنت جملة من التجاوزات والاساءات بحق حبيب الرحمان، دلت على نقصان في دين وايمان هؤلاء الصحابة، الذين لا يزالون الى اليوم محل تقديس، من قسم كبير من الامة الاسلامية.
أغلب المسلمين لا يعلم ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أواخر أيامه، تعرض الى مؤامرة خطيرة، تسببت في منعه من كتابة وصيته، وهذه النصوص التي ساستعرضها، هي من كتب المقدسين لهؤلاء الصحابة، والمقدمين لهم على ساداتهم وكبرائهم، والمقربين حقا من النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته، وليس من وقع تقديمهم زمن معاوية وبني امية، حتى يلتبس باطلهم بالواقع.
أربعة أيام قبل رحيل النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين 28 من شهر صفر، وفي يوم الخميس الذي حزن فيه خلّص محبي النبي ومتّبعي أمره، ومنهم عبد الله بن عباس، الذي سئل عن تلك الحادثة الأليمة، فبكى حتى بلّ دمعه الحصى - وهو لعمري بكاء شديد انهمر منه دمع  غزير بلل به الارض-  فيا ليت شعري ما هذا الامر الفظيع، الذي حرك سواكن ابن عباس، حتى يصدر منه كل ذلك الحزن الكبير؟  
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَوْمُ الْخَمِيسِ وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعُهُ فَقَالَ ائْتُونِي أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا فَتَنَازَعُوا وَلا يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ فَقَالُوا مَا شَأْنُهُ أَهَجَرَ اسْتَفْهِمُوهُ فَذَهَبُوا يَرُدُّونَ عَلَيْهِ فَقَالَ دَعُونِي فَالَّذِي أَنَا فِيهِ خَيْرٌ مِمَّا تَدْعُونِي إِلَيْهِ. وَأَوْصَاهُمْ بِثَلاثٍ قَالَ أَخْرِجُوا الْمُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَأَجِيزُوا الْوَفْدَ بِنَحْوِ مَا كُنْتُ أُجِيزُهُمْ وَسَكَتَ عَنْ الثَّالِثَةِ أَوْ قَالَ فَنَسِيتُهَا".
 وفي رواية: فَقَالَ عُمَرُ: إنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ الْوَجَعُ، وَعِنْدَكُمُ الْقُرْءانُ، حَسْبُنَا كِتَابُ اللهِ، فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ، فَاخْتَصَمُوا، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: قَرِّبُوا يَكْتُبْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كِتَاباً لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: مَا قَالَ عُمَرُ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغْوَ وَالاخْتِلاَفَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: قُومُوا.(13)
حادثة نقلها جميع الحفاظ والمؤرخين وأصحاب السير، فلم تفت واحدا منهم - وهذا برهن على شيء من الأمانة في نقلهم - غير أن أغلبهم برر موقف الجبهة المعارضة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، والرافضة كتابته لوصيته، ووقوفهم في وجهه دون حياء ومنعه في حجرته.  
يبدوا أن التحريف الذي لحق بالرواية الثانية، من تغيير نسبة الهجر الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم من طرف عمر، الى القول بأنه قد غلبه الوجع، كان صاحبها يعلم ثقل الكلمة وخطورتها على من قالها فحاول التغطية عليه بالتخفيف منها، وذلك العمل الذي قام به، هو جرم لا يقل سوءا عن واصف النبي بالهجر، حيث تواطئ من أجل التغطية عليه.
اربعة ايام قبل رحيل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويعامل في حجرته بتلك المعاملة الوقحة، والتصدّي لأمره بالمنع، وبرر كل ذلك على أساس من تفاهة، مثيرة لسخط الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فكيف بمن قرأ واطلع على تلك الحادثة، أن يبقى موقرا لصاحبها، كأنما هو عدل النبوّة، أو طرف له حظ مع الله، لا يفوق النبي في شيء؟  
لماذا لم يلفتوا الى القيمة الكبيرة التي تضمنتها دعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم(اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا) بإحضار ادوات الكتابة، وهي وصيّة هامّة جدا، عليها مدار عدم ضلال الامة  طالما تمسّكت بها، فهل ان في كلام النبي دليل هنا على انه يهجر؟ كل مسلم عاقل لا يعتقد ذلك، وانما تحصل عنده قناعة بأن طلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم متلّق بأمر مصيري، رأى  ضرورة كتابته في ذلك اليوم، عندما لاحظ تمرّدا كبيرا على أمره، بإنفاذ جيش أسامة بن زيد، وأن المقتحمين عليه حجرته، هم من أولئك المتمردين.
ولا بأس من مقاربة مطلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بما قاله قبل ذلك مرارا من حديث الثقلين، متطابقا بمقصده الذي اراده، حيث جعل التمسك بمحتواه سببا في عدم ضلال الأمّة من بعده: " عن جابر بن عبد الله قال النبي إنّي تاركٌ فيكم الثقلين ما إن تَمَسَّكم بهما لن تضلّوا بعدي: كتابَ اللَّه وعترتي أهلَ بيتي، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوضَ." (14)
ولحديث الثقلين الذي أهملت حقيقته ومقاصده، تعليقات لعدد من العلماء الذين دوّنوه مقرين بصحته، اخترت منها ثلاثة تعاليق، واحدة لابن حجر الهيثمي الذي قال في شأن أهمّيته، ومع ذلك لم يعمل به: ثم اعلم ان لحديث التمسك بذلك طرقا كثيرة، وردت عن نيف وعشرين صحابيا.. ثم الذين وقع الحث عليهم منهم، إنما هم العارفون بكتاب الله وسنة رسوله، إذ هم الذين لا يفارقون الكتاب إلى الحوض، ويؤيده الخبر  السابق: ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم، وتميزوا بذلك عن بقية العلماء، لأن الله أذهب عنهم الرجس  الرجس وطهرهم تطهيرا، وشرفهم بالكرامات الباهرة والمزايا المتكاثرة.(15)
والثانية قالها التفتازاني بشأن الثقلين، وتعامل معه بنفس لا مبالاة ابن حجر: لاتصافهم بالعلم والتقوى مع شرف النسب، ألا يرى أنه صلى الله عليه وسلم قرنهم بكتاب الله، في كون التمسك بهما منقذا من الضلالة، ولا معنى للتمسك بالكتاب، إلا الأخذ بما فيه من العلم والهداية، فكذا العترة(16)
والثالثة قالها المناوي، لكنه سلك مسلك من سبقوه، في تجاهل العترة الطاهرة، فقال في شرح الحديث: يعني إن ائتمرتم بأوامر كتابه، واهتديتم بهدي عترتي، واقتديتم بسيرتهم، فلن تضلوا. قال القرطبي: وهذه الوصية وهذا التأكيد العظيم، يقتضي وجوب احترام أهله، وإبرارهم وتوقيرهم ومحبّتهم، وجوب الفرائض المؤكدة، التي لا عذر لأحد في التخلف عنها، هذا مع ما علم من خصوصيتهم بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وبأنهم جزء منه، فإنهم أصوله التي نشأ عنها، وفروعه التي نشأوا عنه، كما قال: فاطمة بضعة مني (17)
اذا أهمل أغلب علماء الاسلام مقام العترة الطاهرة عليهم السلام، وتبعهم عامة الناس، فمضوا على آثارهم، امتثالا لأوامر حكامهم، والناس على دين ملوكهم، يقودونهم على هواهم، واستمر بهم الحال على ذلك المنوال، الى زماننا هذا فقد ترسخت قناعاتهم على النّحو الذي ورثوه، بلا انتباه أو استفاقة من فضلائهم، ولعل ذلك عائد الى ثقتهم المفرطة بهم، وعدم التفطن الى الخلل الذي حملوه اليهم، فزادهم بعدا عن الحق، وطالما أن اغلب الامة الاسلامية علماء وعامة، بعيدون ومتنكبون عن صراط ائمة أهل البيت المستقيم، فإن صلاح حالها وفرجها مما وقعت فيه لن يتحقق .
مسألة اخرى من المسائل الهامّة المتعلقة بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم عُمل على إخفائها، نظرا لخطورة وقوعها، واستهدف فيها شخصه عمدا للتخلّص منه، بعد يقين مقترفي جريمتها، أنه سيكتب وصيّته المتلّقة بالإمام علي وأهل بيته عليهم السلام، بشأن استلام زمام الحكومة بعده، فعملوا على دسّ السمّ له في لدّ لدوه به وهو مغمى عليه، الحادثة مرّت في الخفاء، وتجاهلها اغلب كتاب السيرة والمؤرخين، فلم يبق لها اثرا سوى بعض الكتب، ككتاب سليم بن قيس الهلالي، الذي اعتبره مبيضوا الصحابة كتابا غير موثوق، لكن الذي وجدته في مسند أحمد بن حنبل، يرجّح فرضية مقتل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالسّمّ نتيجة مؤاكرة استهدفت حكومة الاسلام كما اخرج الطبري:
فقال: يا بن عباس، أتدري ما منع قومكم منهم بعد محمد؟ فكرهت أن أجيبه، فقلت: إن لم أكن أدري فأمير المؤمنين يدريني، فقال عمر: كرهوا أن يجمعوا لكم النبوّة والخلافة، فتبجحوا على قومكم بجحاً بجحاً، فاختارت قريش لأنفسها فأصابت ووفقت .فقلت: يا أمير المؤمنين، إن تأذن لي في الكلام، وتمط عني الغضب تكلمت.

فقال: تكلم يا بن عباس، فقلت: أمّا قولك يا أمير المؤمنين: اختارت قريش لأنفسها فأصابت ووفّقت، فلو أن قريشاً اختارت لأنفسها حيث اختار الله عزّ وجلّ لها، لكان الصواب بيدها غير مردود ولا محسود. وأما قولك: إنهم كرهوا أن تكون لنا النبوّة والخلافة، فإنّ الله عزّ وجلّ وصف قوماً بالكراهية فقال: " ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم " فقال عمر: هيهات والله يا بن عباس، قد كانت تبلغني عنك أشياء كنت أكره أن أفرّك عنها، فتزيل منزلتك مني، فقلت: وما هي يا أمير المؤمنين؟ فإن كانت حقا فما ينبغي أن تزيل منزلتي منك، وإن كانت باطلا، فمثلي أماط الباطل عن نفسه. فقال عمر: بلغني أنك تقول إنما صرفوها عنا حسدا وظلما؟ فقلت: أما قولك يا أمير المؤمنين ظلما، فقد تبين للجاهل والحليم، وأما قولك حسدا فإن إبليس حسد آدم، فنحن ولده المحسودون. فقال: عمر هيهات، أبت والله قلوبكم يا بني هاشم إلا حسدا ما يحول، وضغنا وغشا ما يزول. فقلت: مهلا يا (أمير المؤمنين) لا تصف قلوب قوم، أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا بالحسد والغش، فإن قلب رسول الله صلى الله عليه و سلم من قلوب بني هاشم. فقال عمر: إليك عني يابن عباس، فقلت: أفعل. فلما ذهبت لأقوم استحيا مني، فقال: يابن عباس مكانك فوالله إني لراع لحقك، محب لما سرك، فقلت: يا (أمير المؤمنين) إن لي عليك حقا، وعلى كل مسلم، فمن حفظه فحظه أصاب، ومن أضاعه فحظه أخطأ. ثم قام فمضى. (18)
من خلال رواية الطبري، نستخلص خيوط المؤامرة على حكومة الاسلام بعد النبي، وصرفها عن صاحبها الشرعي، المؤيد بالنصوص الدالّة عليه، بالإنجازات العظيمة التي حققها مع النبي، وبالإمكانات الفكرية والعلمية التي تعلّمها منه، واجتماع هذه الدلائل تؤكّد أنّ أمرا خطيرا دبّر في الخفاء، واجتمع عليه اعداء أهل بيت النبي، بعدما تعاهدوا على المضيّ فيه الى آخر نفس.
الرواية التي جاء فيها خبر مقتل النبي أخرجها إمام الحنابلة، بعدما اقتنع بصحة ورودها اسنادا، ولا اخاله قد غفل عما جاء فيها متنا، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (بن مسعود) قَالَ: لأن أحلف بِاللَّهِ تِسْعًا، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُتِلَ قَتْلًا، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَحْلِفَ وَاحِدَةً، وَذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ اتَّخَذَهُ نَبِيًّا، وَجَعَلَهُ شَهِيدًا. حكم الحديث: إسناده صحيح على شرط مسلم.(19)
هذا نبيّنا نبيّ الاسلام أبو القاسم محمد بن عبد الله، وتصريحه الذي افضى به أسفا وحسرة على أمّة فرطت فيه كأنما احساس الحب والتقدير له قد مات في قلوبهم، يقبلون من أساء اليه وانتهك حقوقه، فيترضّون عليهم ويقدمونهم عليه بالادعاء بتسديد الوحي لهم، وتخطئة النبي مقابلهم، كيف يقبلون عبث المنحرفين، واذا لم يامن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بينهم في شخصه، فكيف يمكن أن نأمن هؤلاء المقتحمين بالسوء قداسته، وحرمة شخصه وبيته، جملة أحاديثه وسيرته؟
من هذا المقام يجب علينا كمسلمين أن نراجع دسائس، تمكن أعداء الاسلام من ادخالها في تراثنا، حرّفت مسيرتنا نحو الحق، وتركتنا أجيالا متعاقبة في تيه لا مثيل له، قد تجرأت علينا أرذل الأمم، فلم يراعوا لنا حرمة.
المراجع
1 – سورة التوبة الآية 128
2 – سورة القلم الآية 4
3 – سورة الانبياء الآية 107
4 – سورة النساء الآية 80
5 – سورة ال عمران الآية 132
6 – آل عمران الآية 31
7 – سورة الحشر الآية 7
8 – سورة النور الآية 62
9 – سورة المجادلة الآية 8
10 – سورة الحجرات الآية 4
11 – سورة النساء الآية 81
12 – سورة الانفال الآية 13
13 – صحيح البخاري كتاب الجهاد والسير ج4ص69ح3053 كتب الجزية باب اخراج اليهود من جزيرة العرب ج4ص99ح3168 كتاب المغازي باب مرض النبي ج6ص9ح443/ مسلم كتاب الوصية باب ترك الوصية ج5ص75ح1637
14 – مسند احمد مسند ابي سعيد الخدري ج17ص169 ح11104و ص211ح11131 ومسند الكوفيين حديث زيد بن ارقم ج32ص64ح 19313 وح 19265/ مسلم  كتاب فضائل الصحابة  باب فضائل علي بن ابي طالب ج7ص122ح2408/ سنن الدارمي ومن كتاب فضائل القران باب فضل من قرا القران ج4ص2090ح3359/ سنن النسائي ح8148/ سنن الترمذي ج5ص328 / المعجم الكبير الطبراني ج3ص85و ج5ص85 و166و180و186/ المعجم الوسط الطبراني ج5ص89/المستدرك الحاكم ج3ص110
15 – الصواعق المحرقة ابن حجر الهيثمي ص 126
16 – المقاصد التفتازاني ج5 ص303
17 – فيض القدير للمناوي ج3 ص14
18 – تاريخ الطبري ج 2 ص 578 
19 – مسند احمد مسند عبد الله بن مسعود ج 6ص115 ح 3617







Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire