mercredi 2 avril 2025

عيد بمرارة جرائم الصهيونية



أمّ قائد الثورة الإسلامية الخامنئي جماهير الشعب الإيراني، أوفياء نهجه صلاة عيد الفطر المبارك، وخطب من على منبر ضريح مؤسس النظام الإسلامي الإمام الخميني الراحل، وتابعه عشاق سبيل مقاومة الاستكبار والصهيونية في العالم، مهنّئا بحلول العيد واصفا إيّاه بعيد مرّ، نظرا لما يحصل من مجازر تركبها القوات الصهيونية، على مرأى ومسمع من العالم في غزة ولبنان وفلسطين بدعم أمريكي غربي، معتبرا أنّ هذا الكيان الغاصب هو وكيل الاستعمار الأمريكي الغربي، وهؤلاء من أسسوه وساعدوه على الاستقواء، وهو يدهم الطولى في المنطقة، يعربد فيها كما يشاء دون حسيب ولا رقيب، وقد كشف عن مدى عدوانيته باحتلاله أراضي جديدة في جنوب سوريا.

العالم اليوم أصبح يعرف جيّدا حقيقة هذا الكيان ويدرك المعنيون من شعوب المنطقة مدى خطورته على بلدانهم، وأنّه لن يتردد في شن أي عدوان من شأنه أن يخضع من حوله ليتوسّع فيهم، وقد اثبت تلك النوايا مرارا وتكرارا، وتاريخه مليء بالعدوان وجرائم القتل والابادة، لم يتغيّر منه شيء، ومع كل تلك اعمال الإبادة التي يرتكبها، تراه أمريكا ودول الغرب مدافعا عن كيانه، مسموح له بفعل أي شيء يتيح له البقاء مهيمنا على الارض وأهلها متصرفا فيهم تصرّف المالك الذي يجوز له القيام بأيّ شيء.

سياسة قلب الحقائق التي تمارسها أمريكا والغرب، في اعتبار مقاومة الكيان الصهيوني العنصري إرهابا يجب التصدّي له، من طرف المنظومة الدولية التي يسيطر عليها دوائر الإستعمار الغربي، في محاولة للتأثير على بقية الشعوب، حتى لا يناصروا أي حركة مقاومة لمشاريعه الاستعمارية في العالم، هذا الكيان الصهيوني يعتبر ظاهرة معادية للقيم الإنسانية والدينية، واجتثاثه من أرض فلسطين واجب ديني وأخلاقي ملقى على عاتق الجميع.

وأشار القائد الخامنئي أنّ مواقف الجمهورية الإسلامية تجاه قضايا التحرر مبدئية لن تتغير، وعداوة النظام الإسلامي في إيران لأمريكا ولقيطتها إسرائيل، باقية ببقاء السياسة العدوانية التي تمارسها بمنطق إستقواء يمارسه قادتها بعقلية التحكم بالعالم، منبّها ومحذّرا بقوّة (إذا فكّر الأعداء في إثارة الفتنة داخل إيران، فسيكون ردّ الشعب الإيراني حاسمًا، كما كان في الماضي، وإذا ما أقدموا على أيّ عملٍ شرير، فستكون عاقبتهم تلقّي ضربةٍ قويّةٍ وشديدة)(1)

خطبة الخامنئي في هذا العيد، هي عبارة عن ردّ لفظي لما جاء في رسالة ترامب، التي لم يأبه لها ولا أقام لها اعتبارا، وهي التي تعدد حمَلتها ووسطاؤها فلم تجد لها قبولا، أثبت قاد الثورة الإسلامية من خلال ردّه الغير مباشر عليها، أن إيران لا يمكن بأي حال أن تقبل منطق إستقراء وإبتزاز، ما فتئ يمارسه الرئيس الأمريكي ترامب على العالم، ولن تخضع بلاده تحت أي ظرف للسياسة الأمريكية المتعجرفة، وهي التي لا تزال تراها شيطانة كبرى تهدد العالم بالقوة العسكرية، وقد اثبتت إيران أنها ليست من تلك الدول الخاضعة لأمريكا وتأتمر بأوامرها.

مواقف إيران كما صرّح بها قائد ثورتها نابعة من صميم القيم والأحكام الإسلامية، التي تحرّم الركون إلى القوى الاستعمارية الظالمة، وتحثّ على مقاومتها، والدفع بها بعيدا عن التأثير في مسيرة ومستقبل وحرّية الشعوب الإسلامية، وهذه المواقف مبدئية وأساسية، يتكامل بها مشهد الحرية والعزّة في مجتمع اختار طريق الإسلام، ليسلكه في عالم إسلامي ابتعد عن دينه، بحيث أصبحت مبادئه بعيدة المنال عن عامة شعوبه التائهة والمضللة بثقافة الغرب المعادي لدينهم.

نجاح ايران في قيادة محور مقاومة مشاريع أمريكا والغرب، استفزّ الرأس المدبّر والحاكم المتغطرس بقوّته، فبدأ بشن حرب إعلامية واقتصادية وعسكرية بالوكالة استمرت ثماني سنوات، لكنّها فشلت في تحقيق شيء مما كانت تأمله القوى الغربية من إسقاط إيران، بل زادت من حظوظها في الثبات والتطوّر على جميع الأصعدة، واعتقد أن المتابع لتلك السنوات العصيبة التي مرت بها إيران، كانت سببا في شقّها طريق التوفيقات الإلهية، مؤمنة بأّنها حاملة رسالة الإسلام المحمدي على بقية الشعوب الإسلامية، من أجل تحفيزهم على التضحية والبذل في سبيل الإسلام العظيم.

ومرّة أخرى تثبت الحشود المليونية الإيرانية واليمنية للعالم، أن نهج المقاومة الذي أسسه الإمام الخميني، بدأ من اعلان يوم القدس العالمي، ومرورا بالإعداد العسكري والاقتصادي لمواجهة أعداء الأمّة الإسلامية، أنّ خيار مقاومة مشاريع أمريكا والغرب حتمي ومصيري، ولا يمكن لشعب ان يتطور وينمو، وهو يعيش تحت قوى غربية، تسعى لفرض أداتها الصهيونية عليه، يبقى الشعب الإيراني وفيّا لمبادئه في العزّة والكرامة، سبقا لغيره من الشعوب الإسلامية في هذا المضمار، مع أمله في نماء الوعي لبقية الشعوب، لتلتحق به متضامنة معه من أجل مستقبل أفضل يريده الله لخير هذه الأمّة، غدا ستتحرر فلسطين وتتخلص من كيان غاصب إلى الأبد، غدا ستكون القدس عاصمة الحرّية ورمزها العميق في العالم .   

المصادر

1 – في خطبة عيد الفطر .. الإمام الخامنئي يحذّر الأعداء: أي هجوم سيقابل بضربة شديدة

https://www.almanar.com.lb/13316657