jeudi 27 février 2025

حقيقة إيران ومسيرتها الموفقة لا تُعيقها الأكاذيب

 



يبدو ان فئة من التونسيين تدّعي المدنية والتحضّر محسوبة على الثقافة، انخرطت في سريعا في نقد الكتورة أنسية الخزعلي مساعد الرئيس الإيراني لشؤون النساء، بعدما قدّمت محاضرتها  يوم الأحد 9/2/2025 في قصر النجمة الزهراء بالعاصمة لتتحدث عن تجربة المرأة الإيرانية - وهي المؤهّلة لذلك بصفته ممثلة للحكومة  والمرأة الإيرانية - وهذا فيما يسمح به التبادل الثقافي بين البلدين الشقيقين، ووزارة الثقافة على دراية وعلم بالأسبوع الثقافي الإيراني التونسي، باعتباره مشتركا بين نُخَبِ علمية من البلدين، الهجوم المحموم الذي شنته بعض الشخصيات التي أدلت بدلوها في مجال تشويه صورة ايران صحفية من جريدة الشروق، لم تجد ما تقوله بشأن ما جاء في المحاضرة، فانبرت تقتات من نفايات الغرب وأخباره الزائفة بشأن إيران بالطّعن على نظامها، وتصويره نظاما متخلّفا عن ركب العالم المتقدم، مستبدا بحقوق شعبه، أملا في وقف اهتمام شعوبنا العربية والإسلامية بثورته الرائدة ونظامه الذي قام بعد استفتاء شعبي بلغت نسبته 98.2%(1)، وهو نظام مثّل هاجسا في وجوده ونجاحه، أقضّ مضاجع الغرب وعلى رأسه أمريكا، وكل من آمن بثقافته، وقوانينه الإجتماعية الفاسدة، فانبرت طوابير منخرطيهم، في مناسبة وبدون مناسبة،  يكيلون الإساءات لإيران وينخرطون في مؤامرات غرب المستهدفة لها.

ما ذكرته (أسماء سحبون) في مقالها على الصفحة 13  تحت عنوان : ( التونسيات لا يحتجن لدروس ومكاسبهن ثابتة)، بعيد كل البعد عن محاضرة الدكتورة أنيسة خزعلي، وهذه الدكتورة لم تاتي إلى تونس من أجل تقديم دروس للمرأة التونسية، بل لأجل التعريف بالتجربة الإسلامية الإيرانية فقط،  ومن حقّها القيام بذلك، في إطار التبادل الثقافي المشترك، بأسلوب عربي فصيح بعيد كل البعد عن الإثارة والتطاول والتجريح، بل كان ما دوّنته مجموع تشويهات، صادرة عن أعداء إيران، كل ما فعلته كان كيديا خارج الموضوع، وجدت في هذه المناسبة فرصة، لتلقي فيها ذباب جهلها على حقائق إيران الإسلامية، وهذه حال من لم يعد لهم دين يلتزمون به، ورضوا بأن يستدرجهم الغرب إلى متاهاته وثقافته المنحرفة عن الفطرة الإنسانية ( فطرت الله التي فطر الناس عليها ) (2)، الذي لم يرسل رسله بكتبه وقوانينها، إلّا من أجل إصلاح البشرية، وبناء مجتمعات ملتزمة بأحكامه، دون تحريف أو اسقاط، وهذا التوجّه الديني الذي طرحه الامام الخميني على شعبه وقبله بصدر رحب متفائلا بعصر جديد يحكم فيه الإسلام المحمدي بعد غياب طويل.

السياسة الخارجية الإيرانية مبنية على احترام الأشقاء والأصدقاء، رغم أنّها أوذيت من الكثيرين منهم، خصوصا أولئك الذين رضوا بأن ينخرطوا مع الدول الغربية، في مؤامراتها ضد إيران بدعوى ملفّقة عن الشأن الداخلي للبلاد، أثبت الوقائع والأحداث بطلانها بمرور الزمن، وفي هذا الإطار نرجو من الحكومة التونسية الالتفات إلى أيّ إساءة أو دعاية أو تشويه، تصدر من شخصيات داخلية بحق نظام بلد شقيق يكنّ لنا حكومة وشعبا كل الاحترام والتقدير، وهذا الذي صدر على صفحات الشروق إساءة متعمّدة لا نريد تكرارها في بلادنا، وإيقاف هذا التسيّب من صميم أخلاقنا الإسلامية عملا بقوله تعالى: (إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)(3)

أما ما دسّته صاحبة المقال من بهتان وهو كما قلت خارج عن الموضوع، فرأيت التعريج عليه، إنارة للرأي العام التونسي والعربي، ودحضا لمفتريات من افترى على إيران كذبا وبهتانا، تأسّيا بمنظومات الغرب وأبواقها الإعلامية المشوّهة لإيران، إنّ للمرأة الإيرانية مكانة هامة في صلب المجتمع الإيراني على تعدد طوائفه، تعدد لم يمنعها من الإنسجام والإنصهار في صلبه، وشق طريقها المعرفي والمهني بكل اقتدار

مجالا للكيد ضد إيران والتعرف ايش مع ثقافة المجتمعات الأخرى، لم يعد لها ما تقدمه على الساحة التونسية، سوى الركوب على دابة الحدث الثقافي الإيراني التونسي المشترك، كما يحلو لهم الركوب ولو منكوسين، لا يدرون إلى أين يذهبون؟ لعلّ فيهم من لم يتبيّن أن سائقه ودافعه غربيّ أمريكي ذو نزعة صهيونية، هدفها دق إسفين في العلاقات الخارجية بين تونس وإيران، وتبدو غاية طابور التبعية التغريبي التونسي، ممثلا في شخصيات ممسوخة الفكر والعقيدة، سارعت متحاملة، لم تدرك حتى ما قالته الاكاديمية ونائبة رئيس الجمهورية الإيراني في محاضرتها التي ألقتها بمناسبة الأسبوع الثقافي الإيراني التونسي، والدكتورة الإيرانية لم تأتي لتروّج بل جاءت لتعرّف وتقدّم صورة واضحة للمرأة الإيرانية تحت ظل نظامها الجديد منذ 46 سنة.

فما الذي حرك طابور معاداة الانفتاح الثقافي على الأشقاء الايرانيين ليتقولوا عليهم ما لم يقولوه في ندوتهم الثقافية بمناسبة الأسبوع الثقافي التونسي الإيراني، فيحركوا بواطنهم الخبيثة إساءة واتهاما مع أن الحقيقة لا تحتمل كل هذا التحامل، ويبدو أن الأخوة الإيرانيين أكثر دبلوماسية وتفهما للواقع التونسي، وهم مدركون تماما، أن الساحة الإعلامية ملوّثة بدعايات وإملاءات قوى خارجية، لا تريد أن يقف التونسيون على حقيقة إيران، بما يطرد عنهم اشاعات الأبواق الغربية المغرضة، فلا ينساقون وراء ترّهات باطله بشأن إيران.

صيحات وكتابات الإساءة على ايران لن تغيّر شيئا من واقعها الداخلي المتماسك والمتضامن مع نظامها وليد ثورة إسلامية شهدها العالم بتفاصيلها فكانت بداية تغيير عالمي اقتحمه الإيرانيون بتجربة إسلامية لم يكن يتوقعها الغرب عدوّ الإسلام المتربّص بها، بعد أن غلبته ثورتها فلم يقدر على ايقافها، خطط بعد ذلك لإسقاط نظامها، بمختلف أساليب الشيطنة التي يمتلكها، عقوبات ودعايات ومؤامرات داخلية وخارجية، وسلسلة اغتيالات طالت كبار علماء وقادة إيران، عجزت عن تحقيق ما كان يصبوه زعماء الغرب من الخلاص من نظام، رفض بقوة ان ينضوي في سلك التبعية للقوى الغربية الحاكمة في العالم بزعامة أمريكا.

المراجع

1 – الدستور الإيراني

https://mauritania.mfa.gov.ir/ar/generalcategoryservices/10461

2 – سورة الروم الآية 20

3 – سورة الحجرات الآية 6

    

 

المرأة في إيران من التهميش إلى حياة العز والكرامة

 


على صفحة الشروق الثقافي عدد 12 تحت عنوان: (أين الثقافة في ندوة الأسبوع الثقافي الإيراني؟) انخرطت (نجوى الحيدري) في نفس أسلوب الإساءة التي رمتها بها زميلتها (أسماء سحبون) مستندة فيها بما روّجته وسائل الإعلام الغربية من تزييف لحقائق بشأن إيران نظاما وشعبا، لقد جاءت الدكتورة (خزعلي) في إطار التبادل الثقافي، للتعريف بتجربة المرأة الإيرانية، ولم تأتي لإعطاء دروس لأي كان - كما تبادر إلى أذهان من تلوّثت عقولهم بأيّ وهْمٍ خارجي يطرأ عليها-  بل كان هدفها تصحيح الصورة الخاطئة والمغلوطة، التي رسمتها المنظومة الغربية عن المرأة الإيرانية، ودحض أيّ شبهة متعلقة بها، فلِمَ كل هذا التهافت على أسبوع ثقافي درج عليه المشرفون منذ سنوات في اطار عملية تبادل ثقافي، يندرج ضمن اتفاقيات رسمية بين البلدين؟ وما الخطر الذي أصبحت تمثله الأيام الثقافية الإيرانية التونسية، حتى ينبري اتحاد الكتاب والصحفيين العرب فيدلي بدلوه مع من أدلوا بدلائهم فيه، مطالبا وزيرة الثقافة بإلغاء فعالياته؟  

ردود أفعال كشفت سرائر من رموا بأنفسهم في أتون مواجهة خاسرة مسبقا، عبّرت عن مستوى فكري إقصائي ضحل لهم، وبواطن مريضة بداء الحقد على إيران، منسجمة فيه مع أعدائها الذين هم قطعا أعداء الإسلام، متحالفين مع أمريكا ودول الغرب والكيان الصهيوني، من أجل عزل إيران عن محيطها، وغلق أسباب التواصل الأخويّ مع دوله، ولا ذنب لإيران سوى أنها رفضت أن تكون تبعا لإملاءات الغرب ومشاريع هيمنته، بعدما استنقذت بلادها من زمن الشاه عميله، بواسطة ثورة إسلامية عارمة، أنتجت منظومة حكمية جديدة، أظهرت فكرها وانتماءه الإسلامي، وأعلنت مشاريعها التحررية دون مواربة، وفي مقدمتها مشروع تحرير فلسطين، متحدية أمريكا وقوى الغرب في ذلك، وهذا ما سبب لها متاعب جمة في طريقها، ومع ذلك أصرت على المضيّ فيها، ولم تتراجع ولا غيّرت من أهدافها المُعلنة، وبقيت على العهد حافظة لها ملتزمة به ثابتة عليها.

لم تطلب الدكتورة خزعلي في محاضرتها من التونسيات الإقتداء بالإيرانيات، ولو فعلت ذلك، لكان هناك مجال ومستمسك يسمح لهؤلاء المتنمّرين عليها، بأن يعتبروا ذلك درسا مقدّم منها للنساء التونسيات، وكان مبرّرا تهجّمهم واستنكارهم، ولكن ليس إلى مستوى الافتراء على إيران وتشويه صورتها لدى الرأي العام التونسي، الذي لا يزال يجهل حقيقة إيران، ومع ذلك أقول ما وجه الضرر في أن تتعرف المرأة التونسية على أختها الإيرانية، فتزيل عنها غشاوة الأقاويل الباطلة، والتشويهات الإعلامية التي بثتها وسائل الإعلام المعادية لإيران؟ من حق إيران من خلال نشاطها الدبلوماسي الخارجي أن تدافع عن حقائقها بما يسمح لها العرف من نشاط ثقافي، بإمكانه أن يقدّم صورة حقيقة وواقعية عن ثورتها ونظامها، ومؤسسات حكمها وطبيعته ومستنداته ودستورها وفصوله، وما أتاحه للمرأة على سبيل المثال، لأنّ مجالها كلّه كان مستهدفا من دول الغرب بالإساءة.

اعتماد أصحاب الأفكار المعادية للنظام الإسلامي، على ما يروجه الغرب من باطل بشأن إيران، دون انتباه يلقي باللائمة عليهم، بسبب سرعة انسياقهم وراء تلك الدعايات وتصديق محتوياتها، لول أنهم تربصوا وبحثوا بصورة عادلة لما أقاموا وزنا لأراجيفه، من أراد أن ينتقد إيران في دستورها فليتخذ منحى علمي يمكن الردّ عليه بما يثري نقاشا متكافئا يترجّح فيه الأقوى حجة، أما أن يكون الغرب مرجعا يستند إليه المفتونون به، مثلا قبل أن يتحدث هؤلاء عن الإعدامات في إيران، يجب أن يذكر أسباب أحكامها الصادرة، بخصوص القتل العمد، مع ذلك هناك إمكانية اسقاط الحكم بعفو وليّ المقتول، وهذا غير موجود في سائر دول العالم.

من اطلع على الدستور الإيراني - وهو متاح للجميع - فهم من خلاله، أن كل ما روّجه أعداء إيران بحقّها، كان مجرد دعايات باطلة، لا أساس لها من الصحة، ومؤامرات خبيثة باءت فصولها بالفشل، إنّ للمرأة الإيرانية في مجتمعها مكانة مميّزة، باعتبارها شريكة الرجل في الحياة الأسرية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعلمية والتعليمية، وفي مجال الخدمات المدنية والطبية والعسكرية، فلا يوجد مجال من مجالات الحياة لم تقتحمه المرأة الإيرانية وبكفاءة تامّة.

 فعلى مستوى التشريع الإسلامي: وقع إقرار مواد محدّدة في الدستور لحماية حقوق المرأة، ومنع ممارسة التمييز ضدها، بما في ذلك الفقرة 14 من المادة الثالثة من الدستور، التي تؤكد على تأمين الحقوق الشاملة لجميع الأفراد (للرجل والمرأة)، وايجاد الأمن القضائي العادل للجميع، وتحقيق المساواة العامة أمام القانون، إضافة الى المادتين 20 و 21 اللتين تؤكدان المساواة بين الجميع أمام القانون، وواجب الحكومة في ضمان حقوق المرأة في جميع الجوانب.

- إقرار قانون تخفيض ساعات عمل المرأة العاملة، التي لديها ظروف خاصة، بما في ذلك النساء ذوات الإعاقة، أو اللاتي لديهن طفل أو زوج مريض ومعوق، وكذلك النساء اللاتي لديهن أطفال دون سن 6 سنوات، كما يأتي في هذا السياق، أن ربات الأسرة يمكنهن العمل ستًّا وثلاثين ساعة في الأسبوع، لكنهن يتلقين راتبًا كاملاً على أساس أربع وأربعين ساعة في الأسبوع.

-  موافقة مجلس الوزراء الحكومي عام 2021 على الزيادة اللاحقة في إجازة الأمومة للنساء العاملات، في القطاعين العام وغير الحكومي من 6 أشهر إلى 9 أشهر، مع دفع الرواتب والمزايا، ولمساعدة الآباء على المشاركة بنشاط أكبر في رعاية الأطفال، حيث يحصل الآباء أيضًا على 14 يومًا من الإجازة عند ولادة طفلهم.

إقرار المادة 101 من خطة التنمية الخمسية السادسة بخصوص مهام الأجهزة التنفيذية بشأن مشاركة المرأة في صنع القرار والإدارة كأحد مؤشرات العدالة بين الجنسين.

ومن حيث مواكبة المرأة الإيرانية مع الرجل الحياة الوظيفية والمهنية نجد أنّ: 50% من المناصب الإدارية في وزارة الصحة تشغلها نساء، ارتفعت نسبة النساء العاملات في الحكومة من 34.64٪ عام 2009 إلى 41.67٪ عام 2018، مما يشير إلى الاتجاه التصاعدي لوجود المرأة في الوظائف الحكومية.

هناك 1121 قاضية تعمل في الجهاز القضائي، ارتفعت نسبة تولّي مناصب القضاء من قبل نساء قاضيات بمعدل 3٪ سنويًا من 2011 إلى 2017، كما ارتفع عدد القاضيات من 33 قاضية قبل الثورة إلى 1121 في السنوات الأخيرة. أكثر من 4000 سيدة أعمال ناشطات في الدولة و20٪ من مراكز ريادة الأعمال. إنشاء 250 شركة مختصة بالتطور العلمي من قبل النساء.

-  ارتفعت نسبة تعيين المديرات في المحافظات بنسبة 89.8٪ في السنوات الثلاث الماضية.

- تشكل النساء 56٪ من طلاب الجامعات الحكومية.

- زيادة عدد الطبيبات المتخصصات من 597 سيدة إلى 30 ألف سيدة بحلول عام 2016

-  تشكل النساء 40٪ من الأطباء المتخصصين و30٪ من الأطباء غير المتخصصين.

- زيادة عدد الطبيبات في "الطب العام" من 3500 طبيبة سنة 1977 إلى 60000 طبيبة سنة 2016
- زيادة تغطية الولادة الآمنة إلى أكثر من 98٪ بحلول عام 2016

- زيادة العمر المتوقع للمرأة من 56.2 سنة عام 1976 إلى 79.4 سنة عام 2018.(1)

هذه ارقام بسيطة وليست نهائية لكنّها تثبت مكانة المرأة في ايران وتطورها المطّرد لتتبوأ مكانتها الطبيعية في صلب مجتمعها عزيزة منيعة متمسّكة بدينها محافظة على آدابه وأحكامه بكل طواعية وإيمان راسخ، دون أن أنسى دورها الكبير والمشرف في الدفاع عن بلادها في الحرب المفروضة، وإعلاء رايتها في المحافل العلمية والرياضية الدولية، قالية لمسالك الشيطنة التي وقعت فيها نساء دول اخريات لم يجد الإسلام في حياتهن مجالا ليُحسبن منه.

المراجع

1 – بالأرقام.. المرأة في إيران "عزيزة" الجمهورية الإسلامية

https://www.alahednews.com.lb/article.php?id=48048&cid=125